الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي

السخاوي - شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي

صفحة جزء
أفراد العلم

862 - واعن بالأفراد سما أو لقبا أو كنية نحو لبي بن لبا      863 - أو مندل عمرو وكسرا نصوا
في الميم أو أبي معيد حفص

( أفراد العلم ) ، وهو ما يجعل علامة على الراوي من اسم وكنية ولقب ، ( واعن ) ; أي : اجعل أيها الطالب من عنايتك الاهتمام ( بـ ) معرفة ( الأفراد ) الآحاد التي لا [ ص: 207 ] يكون منها في كل حرف أو فصل من الصحابة فمن بعدهم سواها ، ( سما ) مثلث المهملة أي : من الأسماء ، وهي ما توضع علامة على المسمى ، ( أو لقبا ) ; أي : أو من الألقاب ، وهو ما يوضع أيضا علامة للتعريف ، لا على سبيل الاسمية العلمية ، مما دل لرفعة ; كزين العابدين ، أو ضعة ; كأنف الناقة ، ( أو كنية ) ; أي : أو من الكنى ، وهي ما صدرت بأب أو أم ، فهو نوع مليح عزيز ، بل مهم ; لتضمنه ضبطها ، فإن جله مما يشكل لقلة دورانه على الألسنة مع كونه لا دخل له في المؤتلف ، ويوجد في كتب الحفاظ المصنفة في الرجال ; كالجرح والتعديل لابن أبي حاتم مجموعا ، لكن مفرقا في آخر أبوابها ، وكذا يوجد في ( الإكمال ) لابن ماكولا منه الكثير ، بل أفرده بالتصنيف الحافظ أبو بكر أحمد بن هارون البرديجي ، وتعقب عليه أبو عبد الله بن بكير وغيره من الحفاظ مواضع منه ليست أفرادا ، بل هي مثان فأكثر ، ومواضع ليست اسما ، بل هي ألقاب ; كالأجلح لقب به لجلحة كانت به ، واسمه يحيى .

ومما تعقب عليه فيه صغدي بن سنان أحد الضعفاء ، وهو بضم المهملة ، وقد تبدل سينا مهملة ، وسكون الغين المعجمة ، بعدها دال مهملة ، ثم ياء كياء النسب ، اسم علم بلفظ النسب ; إذ ليس فردا ، ففي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم صغدي الكوفي وثقه ابن معين ، وفرق بينه وبين الذي قبله فضعفه ، وفي تاريخ العقيلي صغدي بن عبد الله يروي عن قتادة ، قال العقيلي : حديثه غير محفوظ . قال شيخنا : وأظنه هو الذي ذكره ابن أبي حاتم ، والعقيلي إنما ذكره في الضعفاء للحديث الذي أشار إليه ، وليست الآفة فيه منه ، بل هي من الراوي عنه ; عنبسة بن عبد الرحمن .

[ ص: 208 ] ومنه سندر بفتح المهملتين بينهما نون بوزن جعفر ، وهو مولى زنباع الجذامي له صحبة ورواية ، والمشهور أنه يكنى أبا عبد الله ، وهو اسم فرد ، لم يتسم به غيره فيما نعلم ، لكن ذكر أبو موسى في ذيله على الصحابة لابن منده ( سندر أبو الأسود ) ، وروى له حديثا ، وتعقب عليه في ذلك ; فإنه هو الذي ذكره ابن منده ، فقد ذكر الحديث المشار إليه محمد بن الربيع الجيزي في تاريخ الصحابة الذين نزلوا مصر في ترجمة الأول كما حرر ذلك شيخنا في ( الإصابة ) ، على أن ابن الصلاح قال : وعلى ما فهمته من شرطه لا يلزمه ما يوجد من ذلك في غير أسماء الصحابة والعلماء والرواة ، بل قال : والحق أن هذا فن يصعب الحكم فيه ، والحاكم فيه على خطر من الخطأ والانتقاض ; فإنه حصر في باب واسع شديد الانتشار ، يعني كما قيل في الحكم لسند معين بأنه أصح مطلقا ، وقد قلد ابن الصلاح غيره في بعض الأوهام ; فإنه ذكر من الأسماء والكنى في ذلك طائفة رتبها على حروف المعجم ومن الألقاب عدة ، وعليه في كثير من ذلك مؤاخذات ; ولذا اقتصرت منها على جملة مما لا مشاححة فيه .

فمن الأسماء نحو : أجمد بالجيم ابن عجيان بعين مهملة ثم جيم ومثناة تحتانية على وزن عليان ، قال ابن الصلاح : ورأيته بخط ابن الفرات ، وهو حجة ، مخففا على وزن سفيان ، صحابي . وقيل فيه بالحاء المهملة كالجادة ، وأوسط بن عمرو البجلي ، تابعي ، وتدوم كتقوم ، ابن صبح بضم الصاد المهملة ، الكلاعي عن تبيع الحميري ، ابن امرأة كعب الأحبار ، وجبيب بالجيم مصغرا ابن [ ص: 209 ] الحارث ، صحابي ، وجندرة ابن خيشنة أبو قرصافة ، وجيلان بكسر الجيم ثم مثناة تحتانية ساكنة ، ابن فروة أبو الجلد بفتح الجيم ثم لام ساكنة ودال مهملة ، الأخباري ، تابعي ، وسندر الجذامي الخصي مولى زنباع ، له صحبة ، وشكل بفتحتين ، ابن حميد ، صحابي ، وشمغون بن زيد أبو ريحانة ، صحابي ، وهو بمعجمتين ، وحكي في كل منهما الإهمال وصدي كأبي ، ابن عجلان أبو أمامة الصحابي ، وضريب بن نقير أو نفير أو نفيل على الأقوال بتصغير كلها أبو السليل بفتح المهملة وكسر اللام وآخره لام ، العدوي البصري ، وعزوان بمهملة ثم معجمة ابن زيد الرقاشي أحد الزهاد ، تابعي ، وعسعس بمهملات ابن سلامة أبو صفرة التميمي البصري ، تابعي ، وكلدة ، بفتحات ، ابن الحنبل بحاء مهملة مفتوحة ثم نون ساكنة بعدها موحدة مفتوحة ولام ، صحابي ، و ( لبي ) بموحدة كأبي بالتصغير ، ( ابن لبا ) بموحدة أيضا كفتى وعصى ، ضبطه كذلك أبو علي ثم ابن الدباغ وابن الصلاح ، وقيل : بضم اللام وتشديد الموحدة ، ضبطه ابن فتحون في ( الاستيعاب ) ، قال : وكذلك رأيته بخط ابن مفرج فيه وفي ولده معا ، وشذ ابن قانع فجعل لبيا أبيا ، وهو وهم فاحش ، ولبيد ربه بفتح أوله : ابن بعكك ، بموحدة ، مفتوحة ، ثم عين مهملة ساكنة بعدها كافان ، أحد ما قيل في اسم أبي السنابل الصحابي ، ولمازة بضم اللام ثم ميم خفيفة وزاء معجمة ابن زبار بمعجمة مفتوحة ثم موحدة مشددة وراء ، تابعي ، ووابصة بن معبد صحابي ، وهبيب ، بضم الهاء ثم موحدتين ، بينهما تحتانية مصغر ، ابن مغفل بضم الميم ثم معجمة ساكنة ثم فاء مكسورة وآخره لام ، وهمدان باسم القبيلة ، وقيل : إنه بالذال المعجمة بريد عمر .

[ ص: 210 ] وفي بعض هؤلاء ما الفردية فيه وفي أبيه معا ، وربما تكون في الكنية أيضا ، وأغرب من هذا كله ما قال ابن الجوزي : إنه لا يوجد مثل أسماء آبائه ، وهو مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مغربل بن مرعبل بن أرندل بن سرندل بن عرندل بن ماسك بن المستورد ، هكذا سرد نسبه منصور الخالدي ولم يتابع عليه ، قال أحمد العجلي : وكان أبو نعيم - يعني الفضل بن دكين - يسألني عن نسبه فأخبره به فيقول : يا أحمد ، هذه رقية العقرب .

ومن الألقاب نحو كل واحد من سفينة الصحابي المختلف في اسمه ( أو مندل ) هو لقب لابن علي العنزي واسمه ، ( عمرو وكسرا نصوا في الميم ) ; أي : ونصوا على الكسر في الميم منه ، قال ابن الصلاح : ويقولونه كثيرا بفتحها . زاد المصنف حكاية عن خط ابن ناصر الحافظ أنه الصواب ، ومطين ومشكدانة الجعفي ، وسيأتي من ذلك طائفة في نوعها المختص بها .

ومن الكنى نحو كل من أبي البداح بموحدة ثم دال مهملة ثقيلة وآخره حاء مهملة ابن عاصم ، تابعي ، وأبي برزة بموحدة مفتوحة ، ثم راء ساكنة بعدها معجمة الصحابي ، فرد فيهم ، واسمه نضلة بن عبيد ، وأبي سروعة بكسر المهملة وفتحها عقبة بن الحارث ، صحابي ، وأبي السنابل بفتح المهملة ثم نون خفيفة وبعد الألف موحدة ثم لام الماضي قريبا ، وأبي العبيدين بضم أوله ثم موحدة ، تثنية عبيد ، واسمه معاوية بن سبرة بمهملة مفتوحة بعدها موحدة ساكنة تابعي ، وأبي العشراء الدارمي الماضي ضبطه في رواية الآباء عن الأبناء ، وأبي المدلة بضم [ ص: 211 ] الميم ثم دال مهملة مكسورة ، بعدها لام مشددة ، ثم هاء تأنيث المدني ، تابعي ، وأبي مراية بضم الميم ثم راء مهملة مخففة وبعد الألف تحتانية ثم هاء تأنيث العجلي عبد الله بن عمرو ، تابعي ، ( أو أبي معيد ) بضم الميم وفتح العين المهملة وسكون المثناة التحتانية وآخره دال مهملة ، واسمه ، ( حفص ) ابن غيلان الدمشقي عن مكحول وجماعة ، وعنه نحو من عشرة ، ومع هذا جهله ابن حزم كما جهل الترمذي صاحب الجامع فقال : ومن محمد بن عيسى بن سورة ؟ .

التالي السابق


الخدمات العلمية