nindex.php?page=treesubj&link=29187معرفة الثقات والضعفاء 979 - واعن بعلم الجرح والتعديل فإنه المرقاة للتفصيل 980 - بين الصحيح والسقيم واحذر
من غرض فالجرح أي خطر 981 - ومع ذا فالنصح حق ولقد
أحسن يحيى في جوابه وسد 982 - لأن يكونوا خصماء لي أحب
من كون خصمي المصطفى إذ لم أذب 983 - وربما رد كلام الجارح
كالنسائي في أحمد بن صالح 984 - فربما كان لجرح مخرج
غطى عليه السخط حين يحرج
( معرفة الثقات والضعفاء ) وكان الأنسب أن يضم لمراتب الجرح والتعديل
[ ص: 348 ] مع القول في اشتراط بيان سببهما أو أحدهما ، وكون المعتمد عدمه من العالم بأسبابهما ، وفي التعديل على الإبهام والبدعة التي يجرح بها ، وما أشبه ذلك مما تقدم في موضع واحد .
( واعن ) أي : اجعل أيها الطالب من عنايتك الاهتمام ( بعلم الجرح ) أي : التجريح ( والتعديل ) في الرواة ، فهو من أهم أنواع الحديث وأعلاها وأنفعها ; ( فإنه المرقاة ) بكسر الميم تشبيها له بالآلة التي يعمل بها وبفتحها ، الدرجة ، ( للتفصيل بين الصحيح ) من الحديث ( والسقيم ) وفي كل منهما تصانيف كثيرة ، ففي الضعفاء
nindex.php?page=showalam&ids=17336ليحيى بن معين nindex.php?page=showalam&ids=12013وأبي زرعة الرازي nindex.php?page=showalam&ids=12070وللبخاري في كبير وصغير ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=14923وأبي حفص الفلاس ،
nindex.php?page=showalam&ids=13357ولأبي أحمد بن عدي في كامله ، وهو أكمل الكتب المصنفة قبله وأجلها ، ولكنه توسع لذكر كل من تكلم فيه وإن كان ثقة ; ولذا لا يحسن أن يقال : الكامل . للناقصين ، وذيل عليه
nindex.php?page=showalam&ids=16977أبو الفضل ابن طاهر في تكملة الكامل ،
ولأبي جعفر العقيلي وهو مفيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وأبي حاتم بن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14269وأبي الحسن الدارقطني وأبي زكريا الساجي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14070وأبي عبد الله الحاكم nindex.php?page=showalam&ids=11886وأبي الفتح الأزدي nindex.php?page=showalam&ids=12757وأبي علي بن السكن nindex.php?page=showalam&ids=11890وأبي الفرج بن الجوزي ، واختصره
الذهبي ، بل وذيل عليه في تصنيفين وجمع معظمهما في ميزانه فجاء كتابا نفيسا عليه معول من جاء بعده ، مع أنه تبع
nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي في إيراد كل من تكلم فيه ولو كان ثقة ، ولكنه التزم أن لا يذكر أحدا من الصحابة ولا الأئمة المتبوعين ، وقد ذيل عليه المصنف في مجلد ، والتقط شيخنا منه من ليس في تهذيب الكمال وضم إليه ما فاته من الرواة والتتمات ، مع انتقاد وتحقيق في كتاب سماه ( لسان الميزان ) مما كتبته وأخذته عنه وعم النفع به ، بل له كتابان آخران هما ( تقويم اللسان ) و ( تحرير الميزان ) ، كما أن
للذهبي في الضعفاء مختصرا سماه ( المغني ) ، وآخر سماه ( الضعفاء والمتروكين ) ، وذيل عليه والتقط بعضهم من الضعفاء الوضاعين فقط ، وبعضهم المدلسين كما مضى في بابيهما ، وبعضهم المختلطين
[ ص: 349 ] كما سيأتي بعد .
وفي الثقات
nindex.php?page=showalam&ids=13053لأبي حاتم بن حبان وهو أحفلها ، لكنه يدرج فيهم من زالت جهالة عينه ، بل ومن لم يرو عنه إلا واحد ، ولم يظهر فيه جرح كما سلف في الصحيح الزائد على الصحيحين ، وفي مجهول العين أيضا ، وذلك غير كاف في التوثيق عند الجمهور ، وربما يذكر فيهم من أدخله في الضعفاء ; إما سهوا أو غير ذلك .
ونحوه تخريج
الحاكم في مستدركه لجماعة ، وحكمه على الأسانيد الذين هم فيها بالصحة ، مع ذكر إياهم في كتابه في ( الضعفاء ) ، وقطع بترك الرواية عنهم والمنع من الاحتجاج بهم ; لأنه ثبت عنده جرحهم ، وللعجلي
وابن شاهين ،
nindex.php?page=showalam&ids=11877وأبي العرب التميمي ، ومن المتأخرين الشمس
محمد بن أيبك السروجي لكنه لم يكمل ، وجد منه
الأحمدون فقط في مجلد ، وأفرد شيخنا الثقات ممن ليس في التهذيب وما كمل أيضا
وللذهبي معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد إلى غيرها من الكتب المشتملة على الثقات والضعفاء جميعا ; كتاريخ
nindex.php?page=showalam&ids=12211أبي بكر بن أبي خيثمة ، وهو كثير الفوائد ، و ( الطبقات )
لابن سعد ، و ( التمييز )
nindex.php?page=showalam&ids=15397للنسائي وغيرها مما ذكر بعضه في آداب الطالب ،
وللعماد ابن كثير ( التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل ) ، جمع فيه بين تهذيب
المزي وميزان
الذهبي مع زيادات وقال : إنه من أنفع شيء للفقيه البارع ، وكذا المحدث ، فهذه مظان الثقات والضعفاء غالبا ، ومن مظان الثقات التصانيف في الصحيح بعد الشيخين ، وكذا من خرج على كتابيهما ; فإنه يستفاد منها الكثير مما لم يذكر في الكتب المشار إليها ، وربما يستفاد مما يوجد في بعض الأسانيد توثيق بعض الرواة ; كأن يقول الراوي المعتمد : حدثني فلان وكان ثقة . يعني وما أشبهه ، أشار إلى ذلك
ابن [ ص: 350 ] دقيق العيد .
( واحذر ) أيها المتصدي لذلك ، المقتفي فيه أثر من تقدم ( من غرض ) أو هوى يحملك كل منهما على التحامل والانحراف وترك الإنصاف أو الإطراء والافتراء ، فذلك شر الأمور التي تدخل على القائم بذلك الآفة منها ، والمتقدمون سالمون منه غالبا منزهون عنه ; لوفور ديانتهم ، بخلاف المتأخرين فإنه ربما يقع ذلك في تواريخهم ، وهو مجانب لأهل الدين وطرائقهم .
( فالجرح ) والتعديل خطر ; لأنك إن عدلت بغير تثبت كنت كالمثبت حكما ليس بثابت ، فيخشى عليك أن تدخل في زمرة من روى حديثا وهو يظن أنه كذب ، وإن جرحت بغير تحرز أقدمت على الطعن في مسلم بريء من ذلك ، ووسمته بميسم سوء يبقى عليه عاره أبدا ، وهو في الجرح بخصوصه ، ( أي خطر ) بفتح المعجمة ثم المهملة من قولهم : خاطر بنفسه ; أي : أشرف على هلاكها ; فإن فيه مع حق الله ورسوله حق آدمي ، وربما يناله إذا كان بالهوى ومجانبة الاستواء الضرر في الدنيا قبل الآخرة ، والمقت بين الناس ، والمنافرة ، كما اتفق
لأبي شامة ; فإنه كان مع كونه عالما راسخا في العلم مقرئا محدثا نحويا يكتب الخط المليح المتقن مع التواضع والانطراح ، والتصانيف العدة - كثير الوقيعة في العلماء والصلحاء وأكابر الناس والطعن عليهم والتنقص لهم وذكر مساويهم ، وكونه عند نفسه عظيما فصار ساقطا من أعين كثير من الناس ممن علم منه ذلك وتكلموا فيه ، وأدى ذلك إلى امتحانه بدخول رجلين جليلين عليه داره في صورة مستفتين فضرباه ضربا مبرحا إلى أن عيل صبره ولم يغثه أحد .
[ ص: 351 ] ونحوه ما اتفق لبعض العصريين ، ممن لم يبلغ في العلم مبلغ الذي قبله بيقين ; فإنه أكثر الوقيعة في الناس بدون تدبر ولا قياس ، فأبعد عن البلد وتزايد به الألم والنكد ، ومع ذلك فما كف حتى ثقل على الكافة وما خف ، وارتقى لحجة الإسلام ; فضلا عمن يليه من الأئمة والأعلام ، فلم يلبث أن مات وما اشتفى من تلك النكايات ، والله تعالى يقينا شرور أنفسنا وحصائد ألسنتنا .
ولما في الجرح من الخطر ، لما جيء للتقي
ابن دقيق العيد بالمحضر المكتتب في التقي
ابن بنت الأعز ; ليكتب فيه ، امتنع منها أشد امتناع مع ما كان بينهما من العداوة الشديدة ، بل وأغلظ عليهم في الكلام ، وقال : ما يحل لي أن اكتب فيه . ورده ، فتزايدت جلالته بذلك وعد في وفور ديانته وأمانته ، وانتفع
ابن بنت الأعز بذلك ، وكيف لا ، والتقي هو القائل مما أحسن فيه : أعراض المسلمين حفرة من حفر النار ، وقف على شفيرها طائفتان من الناس : المحدثون والحكام . ونحوه قول بعضهم : من أراد بي سوءا جعله الله محدثا أو قاضيا .
nindex.php?page=treesubj&link=29187مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ وَالضُّعَفَاءِ 979 - وَاعْنَ بِعِلْمِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ فَإِنَّهُ الْمِرْقَاةُ لِلتَّفْصِيلِ 980 - بَيْنَ الصَّحِيحِ وَالسَّقِيمِ وَاحْذَرِ
مِنْ غَرَضٍ فَالْجَرْحُ أَيُّ خَطَرِ 981 - وَمَعَ ذَا فَالنُّصْحُ حَقٌّ وَلَقَدْ
أَحْسَنَ يَحْيَى فِي جَوَابِهِ وَسَدْ 982 - لَأَنْ يَكُونُوا خُصَمَاءَ لِي أَحَبْ
مِنْ كَوْنِ خَصْمِي الْمُصْطَفَى إِذْ لَمْ أَذُبْ 983 - وَرُبَّمَا رُدَّ كَلَامُ الْجَارِحِ
كَالنَّسَائِي فِي أَحْمَدَ بْنِ صَالِحِ 984 - فَرُبَّمَا كَانَ لِجَرْحٍ مَخْرَجُ
غَطَّى عَلَيْهِ السُّخْطُ حِينَ يَحْرُجُ
( مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ وَالضُّعَفَاءِ ) وَكَانَ الْأَنْسَبُ أَنْ يُضَمَّ لِمَرَاتِبَ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ
[ ص: 348 ] مَعَ الْقَوْلِ فِي اشْتِرَاطِ بَيَانِ سَبَبِهِمَا أَوْ أَحَدِهِمَا ، وَكَوْنِ الْمُعْتَمَدِ عَدَمَهُ مِنَ الْعَالِمِ بِأَسْبَابِهِمَا ، وَفِي التَّعْدِيلِ عَلَى الْإِبْهَامِ وَالْبِدْعَةِ الَّتِي يُجَرَّحُ بِهَا ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِمَّا تَقَدَّمَ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ .
( وَاعْنَ ) أَيِ : اجْعَلْ أَيُّهَا الطَّالِبُ مِنْ عِنَايَتِكَ الِاهْتِمَامَ ( بِعِلْمِ الْجَرْحِ ) أَيِ : التَّجْرِيحِ ( وَالتَّعْدِيلِ ) فِي الرُّوَاةِ ، فَهُوَ مِنْ أَهَمِّ أَنْوَاعِ الْحَدِيثِ وَأَعْلَاهَا وَأَنْفَعِهَا ; ( فَإِنَّهُ الْمِرْقَاةُ ) بِكَسْرِ الْمِيمِ تَشْبِيهًا لَهُ بِالْآلَةِ الَّتِي يُعْمَلُ بِهَا وَبِفَتْحِهَا ، الدَّرَجَةُ ، ( لِلتَّفْصِيلِ بَيْنَ الصَّحِيحِ ) مِنَ الْحَدِيثِ ( وَالسَّقِيمِ ) وَفِي كُلٍّ مِنْهُمَا تَصَانِيفُ كَثِيرَةٌ ، فَفِي الضُّعَفَاءِ
nindex.php?page=showalam&ids=17336لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ nindex.php?page=showalam&ids=12013وَأَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=12070وَلِلْبُخَارِيِّ فِي كَبِيرٍ وَصَغِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=14923وَأَبِي حَفْصٍ الْفَلَّاسِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13357وَلِأَبِي أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ فِي كَامِلِهِ ، وَهُوَ أَكْمَلُ الْكُتُبِ الْمُصَنَّفَةِ قَبْلَهُ وَأَجَلُّهَا ، وَلَكِنَّهُ تَوَسَّعَ لِذِكْرِ كُلِّ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَإِنْ كَانَ ثِقَةً ; وَلِذَا لَا يَحْسُنُ أَنْ يُقَالَ : الْكَامِلُ . لِلنَّاقِصِينَ ، وَذَيَّلَ عَلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=16977أَبُو الْفَضْلِ ابْنُ طَاهِرٍ فِي تَكْمِلَةِ الْكَامِلِ ،
وَلِأَبِي جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيِّ وَهُوَ مُفِيدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وَأَبِي حَاتِمِ بْنِ حِبَّانَ nindex.php?page=showalam&ids=14269وَأَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ وَأَبِي زَكَرِيَّا السَّاجِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14070وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمِ nindex.php?page=showalam&ids=11886وَأَبِي الْفَتْحِ الْأَزْدِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=12757وَأَبِي عَلِيِّ بْنِ السَّكَنِ nindex.php?page=showalam&ids=11890وَأَبِي الْفَرَجِ بْنِ الْجَوْزِيِّ ، وَاخْتَصَرَهُ
الذَّهَبِيُّ ، بَلْ وَذَيَّلَ عَلَيْهِ فِي تَصْنِيفَيْنِ وَجَمَعَ مُعْظَمَهُمَا فِي مِيزَانِهِ فَجَاءَ كِتَابًا نَفِيسًا عَلَيْهِ مُعَوَّلُ مَنْ جَاءَ بَعْدَهُ ، مَعَ أَنَّهُ تَبِعَ
nindex.php?page=showalam&ids=13357ابْنَ عَدِيٍّ فِي إِيرَادِ كُلِّ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَلَوْ كَانَ ثِقَةً ، وَلَكِنَّهُ الْتَزَمَ أَنْ لَا يَذْكُرَ أَحَدًا مِنَ الصَّحَابَةِ وَلَا الْأَئِمَّةِ الْمَتْبُوعِينَ ، وَقَدْ ذَيَّلَ عَلَيْهِ الْمُصَنِّفُ فِي مُجَلَّدٍ ، وَالْتَقَطَ شَيْخُنَا مِنْهُ مَنْ لَيْسَ فِي تَهْذِيبِ الْكَمَالِ وَضَمَّ إِلَيْهِ مَا فَاتَهُ مِنَ الرُّوَاةِ وَالتَّتِمَّاتِ ، مَعَ انْتِقَادٍ وَتَحْقِيقٍ فِي كِتَابٍ سَمَّاهُ ( لِسَانَ الْمِيزَانِ ) مِمَّا كَتَبْتُهُ وَأَخَذْتُهُ عَنْهُ وَعَمَّ النَّفْعُ بِهِ ، بَلْ لَهُ كِتَابَانِ آخَرَانِ هُمَا ( تَقْوِيمُ اللِّسَانِ ) وَ ( تَحْرِيرُ الْمِيزَانِ ) ، كَمَا أَنَّ
لِلذَّهَبِيِّ فِي الضُّعَفَاءِ مُخْتَصَرًا سَمَّاهُ ( الْمُغْنِي ) ، وَآخَرَ سَمَّاهُ ( الضُّعَفَاءَ وَالْمَتْرُوكِينَ ) ، وَذَيَّلَ عَلَيْهِ وَالْتَقَطَ بَعْضَهُمْ مِنَ الضُّعَفَاءِ الْوَضَّاعِينَ فَقَطْ ، وَبَعْضَهُمُ الْمُدَلِّسِينَ كَمَا مَضَى فِي بَابَيْهِمَا ، وَبَعْضَهُمُ الْمُخْتَلِطِينَ
[ ص: 349 ] كَمَا سَيَأْتِي بَعْدُ .
وَفِي الثِّقَاتِ
nindex.php?page=showalam&ids=13053لِأَبِي حَاتِمِ بْنِ حِبَّانَ وَهُوَ أَحْفَلُهَا ، لَكِنَّهُ يُدْرِجُ فِيهِمْ مَنْ زَالَتْ جَهَالَةُ عَيْنِهِ ، بَلْ وَمَنْ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ إِلَّا وَاحِدٌ ، وَلَمْ يَظْهَرْ فِيهِ جَرْحٌ كَمَا سَلَفَ فِي الصَّحِيحِ الزَّائِدِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ ، وَفِي مَجْهُولِ الْعَيْنِ أَيْضًا ، وَذَلِكَ غَيْرُ كَافٍ فِي التَّوْثِيقِ عِنْدَ الْجُمْهُورِ ، وَرُبَّمَا يَذْكُرُ فِيهِمْ مَنْ أَدْخَلَهُ فِي الضُّعَفَاءِ ; إِمَّا سَهْوًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ .
وَنَحْوُهُ تَخْرِيجُ
الْحَاكِمِ فِي مُسْتَدْرَكِهِ لِجَمَاعَةٍ ، وَحُكْمُهُ عَلَى الْأَسَانِيدِ الَّذِينَ هُمْ فِيهَا بِالصِّحَّةِ ، مَعَ ذِكْرِ إِيَّاهُمْ فِي كِتَابِهِ فِي ( الضُّعَفَاءِ ) ، وَقَطَعَ بِتَرْكِ الرِّوَايَةِ عَنْهُمْ وَالْمَنْعِ مِنَ الِاحْتِجَاجِ بِهِمْ ; لِأَنَّهُ ثَبَتَ عِنْدَهُ جَرْحُهُمْ ، وَلِلْعِجْلِيِّ
وَابْنِ شَاهِينَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11877وَأَبِي الْعَرَبِ التَّمِيمِيِّ ، وَمِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ الشَّمْسُ
مُحَمَّدُ بْنُ أَيْبَكَ السَّرُوجِيُّ لَكِنَّهُ لَمْ يَكْمُلْ ، وُجِدَ مِنْهُ
الْأَحْمَدُونَ فَقَطْ فِي مُجَلَّدٍ ، وَأَفْرَدَ شَيْخُنَا الثِّقَاتِ مِمَّنْ لَيْسَ فِي التَّهْذِيبِ وَمَا كَمُلَ أَيْضًا
وَلِلذَّهَبِيِّ مَعْرِفَةُ الرُّوَاةِ الْمُتَكَلَّمِ فِيهِمْ بِمَا لَا يُوجِبُ الرَّدَّ إِلَى غَيْرِهَا مِنَ الْكُتُبِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى الثِّقَاتِ وَالضُّعَفَاءِ جَمِيعًا ; كَتَارِيخِ
nindex.php?page=showalam&ids=12211أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ ، وَهُوَ كَثِيرُ الْفَوَائِدِ ، وَ ( الطَّبَقَاتِ )
لِابْنِ سَعْدٍ ، وَ ( التَّمْيِيزِ )
nindex.php?page=showalam&ids=15397لِلنِّسَائِيِّ وَغَيْرِهَا مِمَّا ذُكِرَ بَعْضُهُ فِي آدَابِ الطَّالِبِ ،
وَلِلْعِمَادِ ابْنِ كَثِيرٍ ( التَّكْمِيلُ فِي مَعْرِفَةِ الثِّقَاتِ وَالضُّعَفَاءِ وَالْمَجَاهِيلِ ) ، جَمَعَ فِيهِ بَيْنَ تَهْذِيبِ
الْمِزِّيِّ وَمِيزَانِ
الذَّهَبِيِّ مَعَ زِيَادَاتٍ وَقَالَ : إِنَّهُ مِنْ أَنْفَعِ شَيْءٍ لِلْفَقِيهِ الْبَارِعِ ، وَكَذَا الْمُحَدِّثِ ، فَهَذِهِ مَظَانُّ الثِّقَاتِ وَالضُّعَفَاءِ غَالِبًا ، وَمِنْ مَظَانِّ الثِّقَاتِ التَّصَانِيفُ فِي الصَّحِيحِ بَعْدَ الشَّيْخَيْنِ ، وَكَذَا مَنْ خَرَّجَ عَلَى كِتَابَيْهِمَا ; فَإِنَّهُ يُسْتَفَادُ مِنْهَا الْكَثِيرُ مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ فِي الْكُتُبِ الْمُشَارِ إِلَيْهَا ، وَرُبَّمَا يُسْتَفَادُ مِمَّا يُوجَدُ فِي بَعْضِ الْأَسَانِيدِ تَوْثِيقُ بَعْضِ الرُّوَاةِ ; كَأَنْ يَقُولَ الرَّاوِي الْمُعْتَمَدُ : حَدَّثَنِي فُلَانٌ وَكَانَ ثِقَةً . يَعْنِي وَمَا أَشْبَهَهُ ، أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ
ابْنُ [ ص: 350 ] دَقِيقِ الْعِيدِ .
( وَاحْذَرِ ) أَيُّهَا الْمُتَصَدِّي لِذَلِكَ ، الْمُقْتَفِي فِيهِ أَثَرَ مَنْ تَقَدَّمَ ( مِنْ غَرَضٍ ) أَوْ هَوًى يَحْمِلُكَ كُلٌّ مِنْهُمَا عَلَى التَّحَامُلِ وَالِانْحِرَافِ وَتَرْكِ الْإِنْصَافِ أَوِ الْإِطْرَاءِ وَالِافْتِرَاءِ ، فَذَلِكَ شَرُّ الْأُمُورِ الَّتِي تَدْخُلُ عَلَى الْقَائِمِ بِذَلِكَ الْآفَةُ مِنْهَا ، وَالْمُتَقَدِّمُونَ سَالِمُونَ مِنْهُ غَالِبًا مُنَزَّهُونَ عَنْهُ ; لِوُفُورِ دِيَانَتِهِمْ ، بِخِلَافِ الْمُتَأَخِّرِينَ فَإِنَّهُ رُبَّمَا يَقَعُ ذَلِكَ فِي تَوَارِيخِهِمْ ، وَهُوَ مُجَانِبٌ لِأَهْلِ الدِّينِ وَطَرَائِقِهِمْ .
( فَالْجَرْحُ ) وَالتَّعْدِيلُ خَطَرٌ ; لِأَنَّكَ إِنْ عَدَّلَتْ بِغَيْرِ تَثَبُّتٍ كُنْتَ كَالْمُثْبِتِ حُكْمًا لَيْسَ بِثَابِتٍ ، فَيُخْشَى عَلَيْكَ أَنْ تَدْخُلَ فِي زُمْرَةِ مَنْ رَوَى حَدِيثًا وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ كَذِبٌ ، وَإِنْ جَرَّحْتَ بِغَيْرِ تَحَرُّزٍ أَقْدَمْتَ عَلَى الطَّعْنِ فِي مُسْلِمٍ بَرِيءٍ مِنْ ذَلِكَ ، وَوَسَمْتَهُ بِمِيسَمِ سُوءٍ يَبْقَى عَلَيْهِ عَارُهُ أَبَدًا ، وَهُوَ فِي الْجَرْحِ بِخُصُوصِهِ ، ( أَيُّ خَطَرٍ ) بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ ثُمَّ الْمُهْمَلَةِ مِنْ قَوْلِهِمْ : خَاطَرَ بِنَفْسِهِ ; أَيْ : أَشْرَفَ عَلَى هَلَاكِهَا ; فَإِنَّ فِيهِ مَعَ حَقِّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ حَقَّ آدِمِيٍّ ، وَرُبَّمَا يَنَالُهُ إِذَا كَانَ بِالْهَوَى وَمُجَانَبَةِ الِاسْتِوَاءِ الضَّرَرُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْآخِرَةِ ، وَالْمَقْتُ بَيْنَ النَّاسِ ، وَالْمُنَافَرَةُ ، كَمَا اتَّفَقَ
لِأَبِي شَامَةَ ; فَإِنَّهُ كَانَ مَعَ كَوْنِهِ عَالِمًا رَاسِخًا فِي الْعِلْمِ مُقْرِئًا مُحَدِّثًا نَحْوِيًّا يَكْتُبُ الْخَطَّ الْمَلِيحَ الْمُتْقَنَ مَعَ التَّوَاضُعِ وَالِانْطِرَاحِ ، وَالتَّصَانِيفِ الْعِدَّةِ - كَثِيرَ الْوَقِيعَةِ فِي الْعُلَمَاءِ وَالصُّلَحَاءِ وَأَكَابِرِ النَّاسِ وَالطَّعْنِ عَلَيْهِمْ وَالتَّنَقُّصِ لَهُمْ وَذِكْرِ مَسَاوِيهِمْ ، وَكَوْنُهُ عِنْدَ نَفْسِهِ عَظِيمًا فَصَارَ سَاقِطًا مِنْ أَعْيُنِ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ مِمَّنْ عَلِمَ مِنْهُ ذَلِكَ وَتَكَلَّمُوا فِيهِ ، وَأَدَّى ذَلِكَ إِلَى امْتِحَانِهِ بِدُخُولِ رَجُلَيْنِ جَلِيلَيْنِ عَلَيْهِ دَارَهُ فِي صُورَةِ مُسْتَفْتِينَ فَضَرَبَاهُ ضَرْبًا مُبَرِّحًا إِلَى أَنْ عِيلَ صَبْرُهُ وَلَمْ يُغِثْهُ أَحَدٌ .
[ ص: 351 ] وَنَحْوُهُ مَا اتَّفَقَ لِبَعْضِ الْعَصْرِيِّينَ ، مِمَّنْ لَمْ يَبْلُغْ فِي الْعِلْمِ مَبْلَغَ الَّذِي قَبْلَهُ بِيَقِينٍ ; فَإِنَّهُ أَكْثَرَ الْوَقِيعَةَ فِي النَّاسِ بِدُونِ تَدَبُّرٍ وَلَا قِيَاسٍ ، فَأُبْعِدَ عَنِ الْبَلَدِ وَتَزَايَدَ بِهِ الْأَلَمُ وَالنَّكَدُ ، وَمَعَ ذَلِكَ فَمَا كَفَّ حَتَّى ثَقُلَ عَلَى الْكَافَّةِ وَمَا خَفَّ ، وَارْتَقَى لِحُجَّةِ الْإِسْلَامِ ; فَضْلًا عَمَّنْ يَلِيهِ مِنَ الْأَئِمَّةِ وَالْأَعْلَامِ ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ وَمَا اشْتَفَى مِنْ تِلْكَ النِّكَايَاتِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى يَقِينَا شُرُورَ أَنْفُسِنَا وَحَصَائِدَ أَلْسِنَتِنَا .
وَلِمَا فِي الْجَرْحِ مِنَ الْخَطَرِ ، لَمَّا جِيءَ لِلتَّقِيِّ
ابْنِ دَقِيقِ الْعِيدِ بِالْمَحْضَرِ الْمُكْتَتَبِ فِي التَّقِيِّ
ابْنِ بِنْتِ الْأَعَزِّ ; لِيَكْتُبَ فِيهِ ، امْتَنَعَ مِنْهَا أَشَدَّ امْتِنَاعٍ مَعَ مَا كَانَ بَيْنَهُمَا مِنَ الْعَدَاوَةِ الشَّدِيدَةِ ، بَلْ وَأَغْلَظَ عَلَيْهِمْ فِي الْكَلَامِ ، وَقَالَ : مَا يَحِلُّ لِي أَنِ اكْتُبَ فِيهِ . وَرَدَّهُ ، فَتَزَايَدَتْ جَلَالَتُهُ بِذَلِكَ وَعُدَّ فِي وُفُورِ دِيَانَتِهِ وَأَمَانَتِهِ ، وَانْتَفَعَ
ابْنُ بِنْتِ الْأَعَزِّ بِذَلِكَ ، وَكَيْفَ لَا ، وَالتَّقِيُّ هُوَ الْقَائِلُ مِمَّا أَحْسَنَ فِيهِ : أَعْرَاضُ الْمُسْلِمِينَ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ ، وَقَفَ عَلَى شَفِيرِهَا طَائِفَتَانِ مِنَ النَّاسِ : الْمُحَدِّثُونَ وَالْحُكَّامُ . وَنَحْوُهُ قَوْلُ بَعْضِهِمْ : مَنْ أَرَادَ بِي سُوءًا جَعَلَهُ اللَّهُ مُحَدِّثًا أَوْ قَاضِيًا .