[ ص: 110 ] ما أسند جعفر  رضي الله عنه 
 1478  - حدثنا محمد بن عبد الرحيم الديباجي التستري  ، ثنا محمد بن آدم المصيصي  ، ح وحدثنا  محمد بن عبد الله الحضرمي  ، وعبد الرحمن بن سلم الرازي  ، قالا : ثنا أبو كريب  ، قالا : ثنا أسد بن عمرو الكوفي  ، ثنا  مجالد بن سعيد  ، عن  الشعبي  ، عن عبد الله بن جعفر  ، عن أبيه ، قال : بعثت قريش   عمرو بن العاص  ، وعمارة بن الوليد  ، بهدية من أبي سفيان  ، إلى  النجاشي  ، فقالوا له ، ونحن عنده : قد بعثوا إليك أناسا من سفلتنا ، وسفهائهم فادفعهم إلينا  ، قال : لا ، حتى أسمع كلامهم ، فبعث إلينا ، وقال : ما تقولون ؟ ، فقلنا : إن قومنا يعبدون الأوثان ، وإن الله عز وجل بعث إلينا رسولا فآمنا به ، وصدقناه ، فقال لهم  النجاشي   : عبيدا هم لكم ؟ قالوا : لا ، قال : فلكم عليهم دين ؟ قالوا : لا ، قال : فخلوا سبيلهم فخرجنا من عنده ، فقال  عمرو بن العاص   : إن هؤلاء يقولون في عيسى  ، غير ما تقولون ، قال : إن لم يقولوا في عيسى  ، مثل ما أقول لم أدعهم في أرضي ساعة من نهار ، قال : فأرسل إلينا ، فكانت الدعوة الثانية أشد علينا من الأولى ، فقال : ما يقول صاحبكم في عيسى ابن مريم  ؟ فقلنا : هو يقول : هو روح الله ، وكلمته ألقاها إلى العذراء البتول ، قال : فأرسل ، فقال : ادعوا فلانا القس ، وفلانا الراهب ، فأتاه ناس منهم ، فقال : ما تقولون في عيسى ابن مريم  ؟ فقالوا : أنت أعلمنا ، فما تقول ؟ قال  النجاشي   : فأخذ شيئا من الأرض ، ثم قال : هكذا عيسى  ما زاد على ما قال هؤلاء مثل هذا ، ثم قال لهم : أيؤذيكم أحد ؟ قالوا : نعم ، فأمر مناديا فنادى : من آذى أحدا منهم ، فأغرموه أربعة دراهم ، ثم قال : يكفيكم ؟ فقلنا : لا ، فأضعفها ، فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة  ، وظهر بها ، قلنا له : إن صاحبنا قد خرج إلى المدينة  ، وظهر بها ، وهاجر ، وقتل الذين كنا حدثناك  [ ص: 111 ] عنهم ، وقد أردنا الرحيل إليه ، فزودنا ، قال : نعم ، فحملنا ، وزودنا ، وأعطانا ، ثم قال : أخبر صاحبك ، ما صنعت إليكم ، وهذا رسولي معك ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنه رسول الله ، فقل له يستغفر لي ، قالجعفر   : فخرجنا حتى أتينا المدينة ، فتلقاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاعتنقني ، فقال : " ما أدري أنا بفتح خيبر  أفرح ، أو بقدوم جعفر   " ، ثم جلس ، فقام رسول  النجاشي  ، فقال : هو ذا جعفر  ، فسله ما صنع به صاحبنا ، فقلت : نعم ، قد فعل بنا كذا ، وحملنا ، وزودنا ، ونصرنا ، وشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، وقال : قل له يستغفر لي ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتوضأ ثم دعا ثلاث مرات : " اللهم اغفر  للنجاشي   " ، فقال المسلمون : آمين قال جعفر   : فقلت للرسول : انطلق ، فأخبر صاحبك ما رأيت ، من النبي صلى الله عليه وسلم واللفظ لحديث محمد بن آدم   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					