أم يحيى امرأة وائل بن حجر  عن  وائل بن حجر   . 
(  117  ) حدثنا أبو هند يحيى بن عبد الله بن حجر بن عبد الجبار بن وائل بن حجر الحضرمي  بالكوفة  قال : حدثني عمي محمد بن حجر  قال : حدثني عمي سعيد بن عبد الجبار  ، عن أبيه عبد الجبار بن وائل  ، عن أمه أم يحيى  ، عن  وائل بن حجر  قال : لما بلغنا ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت وافدا عن قومي حتى قدمت المدينة  ، فلقيت أصحابه قبل لقائه فقالوا : قد بشرنا بك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل أن تقدم علينا بثلاثة أيام فقال : " قد جاءكم  وائل بن حجر   " ثم لقيته  [ ص: 47 ] عليه السلام ، فرحب بي ، وأدنا مجلسي ، وبسط لي رداءه فأجلسني عليه ، ثم دعا في الناس ، فاجتمعوا إليه ، ثم اطلع المنبر ، وأطلعني معه فأنا من دونه ، ثم حمد الله وقال : " يا أيها الناس ، هذا  وائل بن حجر  أتاكم من بلاد بعيدة من بلاد حضرموت  طائعا غير مكره ، بقية أبناء الملوك ، بارك الله فيك ، يا وائل  ، وفي ولدك ، وفي ولد ولدك " ، ثم نزل وأنزلني معه وأنزلني منزلا شاسعا من المدينة  ، وأمر  معاوية بن أبي سفيان  أن ينزلني إياه ، فخرجت وخرج معي حتى إذا كنا ببعض الطريق قال : يا وائل  ، إن الرمضاء قد أصابت باطن قدمي فأردفني خلفك ، قلت : ما أضن عنك بهذه الناقة ، ولكن لست من أرداف الملوك ، وأكره أن أعير بك قال : فألق إلي حذاءك أتوقى به من حر الشمس قال : ما أضن عنك بهاتين الجلدتين ، ولكن لست ممن يلبس لباس الملوك ، وأكره أن أعير بك ، فلما أردت الرجوع إلى قومي أمر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتب ثلاثة منها : كتاب لي خالص يفضلني فيه على قومي ، وكتاب لي ولأهل بيتي بأموالنا هنالك ، وبكتاب لي ولقومي ، في كتابي الخالص : " بسم الله من محمد  رسول الله إلى المهاجر بن أبي أمية    : أن وائلا  يستسعى ويترفل في الأقبال حيث كانوا من حضرموت   " . وفي كتابي الذي لي ولأهل بيتي : " بسم الله الرحمن الرحيم من محمد  رسول الله إلى المهاجر بن أبي أمية  لأبناء معشر  ، وأبناء ضمعاج  أقيال شنوءة  بما كان لهم فيها من ملك ومراهن ، وعمران ، وبحر ، وملح ، ومحجر ، وما كان من مال أترثوه وماء ينابع وما لهم فيها من مال بحضرموت  أعلاها وأسفلها على الذمة والجوار ، الله لهم جار ، والمؤمنون على ذلك أنصار . وفي الكتاب الذي لي ولقومي : " بسم الله الرحمن الرحيم من محمد   [ ص: 48 ] رسول الله إلى  وائل بن حجر  والأقوال العياهلة من حضرموت  بإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة من الصرمة التبعة ، ولصاحبها الثيمة لا جلب ولا جنب ولا شغار ولا وراط في الإسلام ، لكل عشرة من السرايا ما يحمل القراب من التمر من أجبا فقد أربى ، وكل مسكر حرام ، فلما ملك معاوية  بعث رجلا من قريش  ، يقال له  بسر بن أرطاة  ، وقال له : لقد ضممت إليك الناحية فاخرج بجيشك ، فإذا خلفت أفواه الشام  فضع سيفك ، فاقتل من أبى بيعتي حتى تصير إلى المدينة  ، ثم ادخل المدينة  فاقتل من أبى بيعتي ، ثم اخرج إلى حضرموت  فاقتل من أبى بيعتي ، وإن أصبت  وائل بن حجر  حيا فائتني به ففعل فأصاب  وائل بن حجر  حيا ، فجاء به إليه فأمر معاوية  أن يتلقى وأذن له فأجلسه معه على سريره فقال له معاوية   : أسريري هذا أفضل أم ظهر ناقتك ؟ ، قلت : يا أمير المؤمنين ، كنت حديث عهد بجاهلية وكفر ، وكانت تلك سيرة الجاهلية ، وقد أتانا الله اليوم بالإسلام فسيرة الإسلام ما فعلت قال : فما منعك من نصرنا وقد اتخذك عثمان  ثقة وصهرا ؟ ، قلت : إنك قاتلت رجلا هو أحق بعثمان  منك قال : فكيف يكون أحق بعثمان  مني فأنا أقرب إلى عثمان  بالنسب ؟ ، قلت : إن النبي صلى الله عليه وسلم آخا بين علي  ، وعثمان  ، والأخ أولى من ابن العم ، ولست أقاتل المهاجرين  قال : أولسنا مهاجرين  ؟ ، قلت : أوليس قد اعتزلناكما جميعا ؟ وحجة أخرى حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رفع رأسه نحو المشرق ، وقد حضره جمع كثير ثم رد إليه بصره فقال : " أتتكم الفتن كقطع الليل المظلم فشد أمرها وعجله وقبحه " ، قلت له : من بين القوم يا رسول الله ، وما الفتن ؟ قال : " يا وائل  ، إذا اختلف سيفان في الإسلام فاعتزلهما " فقال : أصبحت شيعيا ، فقلت : لا ، ولكن  [ ص: 49 ] أصبحت ناصحا للمسلمين ، فقال معاوية   : لو سمعت ذا وعلمته ما أقدمتك ، قلت : أوليس قد رأيت ما صنع محمد بن مسلمة  عند مقتل عثمان  أومأ بسيفه إلى صخرة فضربه بها حتى انكسر ؟ قال : أولئك قوم يحملون علينا ، قلت : فكيف نصنع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب الأنصار  فبحبي ومن أبغضهم فببغضي ؟ ، فقال : اختر أي البلاد شئت ، فإنك لست براجع إلى حضرموت  ، فقلت : عشيرتي بالشام  وأهل بيتي بالكوفة  ، فقال رجل من أهل بيتك خير من عشرة من عشيرتك ، فقلت : ما رجعت إلى حضرموت  سرورا بها ، وما ينبغي للمهاجر أن يرجع إلى الموضع الذي هاجر منه إلا من علة قال : وما علتك ؟ ، قلت : قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتن " فحيث اختلفتم اعتزلناكم وحيث اجتمعتم جئناكم " فهذه العلة ، فقال : إني قد وليتك الكوفة  فسر إليها ، فقلت : ما إلي بعد النبي صلى الله عليه وسلم لأحد أما رأيت أبا بكر  قد أرادني فأبيت ، وأرادني عمر  فأبيت ، وأرادني عثمان  فأبيت ، ولم أدع بيعتهم قد جاء في كتاب أبي بكر  حيث ارتد أهل ناحيتنا ، فقمت فيهم حتى ردهم الله إلى الإسلام بغير ولاية فدعا عبد الرحمن ابن أم الحكم  ، فقال له : سر فقد وليتك الكوفة  وسر بوائل بن حجر  فأكرمه واقض حوائجه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أسأت في الظن تأمرني بإكرام رجل قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرمه وأبا بكر  ، وعمر  ، وأنت قال : فسر بمعرفة ذلك منه فقدم معه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					