6990  - حدثنا الهيثم بن خالد المصيصي  ، ثنا داود بن منصور القاضي  ، ثنا  جرير بن حازم  ، عن  أبي رجاء العطاردي  ، عن  سمرة بن جندب  ، قال : أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ، وكان إذا صلى أقبل علينا بوجهه ، فقال : " هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ؟ " فإن أحد منا رأى رؤيا يقصها عليه ، قال فيها ما شاء الله ، فسألنا يوما : " هل رأى أحد منكم رؤيا ؟ " قلنا : لا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أنا رأيت رجلين أتياني ، فأخذا بيدي ، فأخرجاني إلى أرض مستوية أو فضاء ، فمررت برجل  ، ورجل قائم على رأسه بيده كلوب من حديد يدخله في شدقه هذا ، فيشقه حتى يبلغ قفاه ، ثم يفعل  [ ص: 243 ] بشدقه الآخر مثل ذلك ، ويلتئم شدقه هذا ، فيعود فيصنع به مثل ذلك ، قلت : ما هذا ؟ قالا : انطلق ، فانطلقنا حتى أتينا على رجل مستلق على قفاه ، ورجل قائم على رأسه بصخرة ، أو فهر يشدخ به رأسه ، فيتدهده الحجر ، فينطلق إليه ليأخذه ، فلا يرجع إلى هذا حتى يلتئم رأسه ، وعاد رأسه كما هو ، فعاد إليه فضربه ، فهو يفعل به ذلك ، قلت : ما هذا ؟ قالا : انطلق ، فانطلقنا حتى انتهينا إلى بيت قد بني بناء التنور ، أعلاه ضيق وأسفله واسع ، توقد تحته نار ، وفيه رجال ونساء عراة ، فإذا أوقد تحته ارتفعوا ، حتى يكادون أن يخرجوا منه ، وإذا أخمدت رجعوا فيها ، فقلت : ما هذا ؟ قالا : انطلق ، فانطلقنا ، حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم على وسط النهر ، ورجل بين يديه حجارة ، فأقبل يرمي الرجل الذي في النهر كلما أراد أن يخرج منه رماه الرجل بحجر في فيه ، فرده حيث كان ، قلت : ما هذا ؟ قالا : انطلق ، فانطلقنا ، حتى انتهينا إلى روضة حمراء ، فيها شجرة عظيمة ، في أصلها شيخ حوله صبيان ونساء ، ورجل عند الشجرة بين يديه نار يوقدها ويحشها ، فسألتهما ، فقالا : انطلق ، فانطلقنا حتى أتينا الشجرة ، فأدخلاني دارا ، فلم أر دارا قط أحسن منها ، فيها رجال شيوخ ، وشباب وصبيان ونساء ، ثم صعدا الشجرة ، وأدخلاني دارا أخرى ، هي أحسن من الأولى ، وأفضل منها ، فيها شيوخ وشباب ، فقلت لهما : إنكما قد طوفتماني منذ الليلة ، وشفقتما علي ، فأخبراني عما رأيت ، قالا : نعم ، أما الرجل الأول الذي رأيت فإنه رجل كذاب كان يكذب الكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق  ، فيصنع ما رأيت به إلى يوم القيامة ، وأما الرجل الذي يشدخ رأسه ، فإن ذلك رجل علمه الله القرآن ، فنام عنه بالليل ، ولم يعمل بما فيه بالنهار  ، فهو يعمل به ما رأيت إلى يوم القيامة ، وأما الذي رأيت في البيت فهم زناة هذه الأمة  ، وأما الذي رأيت في النهر الدم ، فهو آكل الربا  ، وأما الشيخ الذي رأيت في أصل الشجرة فذاك إبراهيم  عليه السلام ، وأما الصبيان الذين رأيت فأولاد الناس ،  [ ص: 244 ] وأما النار التي رأيت ، والرجل الذي يوقدها ، فتلك النار ، وذلك خازن النار ، وأما الدار الأولى التي دخلت ، دار عائشة  أم المؤمنين ، وأما هذه فدار الشهداء ، وأنا جبريل  ، وهذا ميكائيل   ، قلت لهما : أخبراني ، أين منزلي ؟ قالا : ارفع رأسك ، فرفعت رأسي ، فإذا فوقي مثل السحابة ، فقالا : ذاك منزلك ، فقلت : دعاني أدخل منزلي ، فقالا ، إنه قد بقي لك عمل لم تستكمله بعد ، فلو قد استكملت دخلت منزلك  " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					