23 -      [ ص: 314 ] باب  عدد التكبير على الجنائز   
حديث أن عدد التكبير خمس تكبيرات - حديث   زيد بن أرقم     - من ذهب إلى أنها أكثر من أربع - من ذهب إلى أنها أقل من أربع - من ذهب إلى أن عدد التكبيرات مرتبط بالإمام - أكثر أهل العلم على أنها أربع - الرسول - صلى الله عليه وسلم -  كبر على   النجاشي  أربع تكبيرات     - وفاة   النجاشي  بعد إسلام   أبي هريرة  ودلالة ذلك - الجمع بين هذه الآثار .  
قرأت على  أبي بكر محمد بن ذاكر بن محمد الخرقي ،  أخبرك  الحسن بن أحمد ،  أخبرنا  محمد بن أحمد الكاتب ،  أخبرنا   علي بن عمر الحافظ ،  حدثنا  أبو عمر القاضي ،  حدثنا  إسحاق الشهيدي ،  حدثنا   ابن فضيل ،  عن  ليث ،  عن  المرقع ،  قال : صليت خلف   زيد بن أرقم  على جنازة ، فكبر عليها خمسا ، وقال : صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جنازة فكبر خمسا    .  
أخبرني  أبو داود محمود بن سليمان الخيام الواعظ ،  أخبرنا  أبو القاسم هبة الله بن محمد الشيباني ،  أخبرنا   أبو علي التميمي ،  أخبرنا  أحمد بن   [ ص: 315 ] جعفر المالكي ،  حدثنا  عبد الله بن أحمد بن محمد ،  حدثني أبي ، حدثنا   محمد بن جعفر ،  حدثنا  شعبة ،  حدثنا   عمرو بن مرة ،  عن   عبد الرحمن بن أبي ليلى ،  قال :  كان   زيد بن أرقم  يصلي على جنائزنا ، فيكبر أربعا ، ثم إنه كبر يوما على جنازة خمسا ، فسألوه فقال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكبر هكذا ، أو كبر هكذا     .  
هذا حديث صحيح على شرط  مسلم ،  أخرجه في كتابه .  
وقد اختلف أهل العلم في هذا الباب .  
فذهبت طائفة إلى هذا الحديث ، ورأوا عدد التكبيرات خمسا ، وممن رأى ذلك :   عبد الله بن مسعود ،   وزيد بن أرقم ،   وحذيفة بن اليمان ،  وعيسى مولى حذيفة ،  وأصحاب   معاذ بن جبل .  
وقالت طائفة : تكبر ستا ، وروى ذلك عن   علي بن أبي طالب     .  
وقالت فرقة ثالثة : يكبر سبعا ، روي ذلك عن   زر بن حبيش ،  وقال   حماد بن أبي سليمان     : كانوا يكبرون على الجنائز سبعا وستا وخمسا وأربعا     .  
وقالت فرقة رابعة : يكبر ثلاثا ؛ روي ذلك عن   أنس بن مالك ،   وجابر بن زيد ،  وقد حكاه  ابن المنذر ،  عن   ابن عباس ،  والمشهور عن   ابن عباس  أنه كان يكبر أربعا . أخبرنا  أبو طالب محمد بن علي بن أحمد القاضي ،  أخبرنا  أبو طاهر أحمد بن الحسن  في كتابه ، أخبرنا  الحسن بن أحمد بن شاذان ،  أخبرنا      [ ص: 316 ]  دعلج بن أحمد ،  أخبرنا  محمد بن علي ،  حدثنا  سعيد ،  حدثنا  سفيان ،  عن  عمرو ،  عن  أبي معبد ،  قال :  كان  ابن العباس  يجمع الناس بالحمل على الجنازة ، ويكبر ثلاثا  ، قال  سفيان     : يعني غير تكبيرته التي افتتح بها .  
وقد روي نحو ذلك عن   أنس بن مالك ،  وقال   بكر بن عبد الله المزني     : لا يزاد على سبع ، ولا ينقص من ثلاث .  
وقد روي عن  أحمد  أنه قال : لا ينقص من أربع ، ولا يزاد على سبع .  
وقالت فرقة خامسة : يكبروا ما كبر إمامهم ، روي ذلك عن   ابن مسعود  في إحدى الروايتين عنه .  
وقال أكثر أهل العلم : يكبر أربعا لا يزيد ولا ينقص ، وروي ذلك عن   عمر بن الخطاب ،  والحسن  والحسين  سبطي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -   وزيد بن ثابت ،   وعبد الله بن أبي أوفى  ،   وعبد الله بن عمر ،   وصهيب بن سنان ،   وأبي بن كعب ،   والبراء بن عازب ،   وأبي هريرة ،   وعقبة بن عامر ،   وعبد الله بن عباس ،  ومن التابعين :   محمد بن الحنفية ،   والشعبي ،  وعلقمة ،  ومحمد بن علي بن الحسين ،   وعطاء بن أبي رباح ،   وعمر بن عبد العزيز ،  وبه قال   الثوري ،  وأكثر  أهل  الكوفة ،    ومالك ،  وأكثر  أهل  الحجاز ،     والأوزاعي ،  وأهل  الشام ،     وابن المبارك ،   والشافعي  وأصحابه ،  وأحمد  في المشهور عنه ،  وإسحاق  ومن تبعه من  أهل  خراسان ،    وكان من حجة هؤلاء أحاديث ثابتة رووها في الباب .  
أخبرني   أبو الفتح عبد الله بن أحمد الخرقي ،  أخبرنا  عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن ،  أخبرنا  القاضي أبو النصر أحمد بن الحسين ،  أخبرنا      [ ص: 317 ] أحمد بن محمد الدينوري ،  أخبرنا   أحمد بن شعيب ،  أخبرنا  قتيبة ،  عن  مالك ،  عن   ابن شهاب ،  عن  سعيد ،  عن   أبي هريرة     :  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعى للناس   النجاشي  ، وخرج بهم فصف فيهم وكبر أربع تكبيرات     .  
أخبرنا  طاهر بن محمد بن طاهر ،  أخبرنا  مكي بن منصور ،  أخبرنا  أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي ،  أخبرنا  محمد بن يعقوب ،  أخبرنا  الربيع ،  أخبرنا   الشافعي ،  وأخبرني   أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الخطيب  من أصله العتيق في آخرين قالوا : أخبرنا  أبو الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد ،  أخبرنا  أبو عمرو بن عثمان بن محمد ،  أخبرنا  أبو بكر الشافعي ،  أخبرنا   إسحاق بن الحسن ،  حدثنا   عبد الله بن مسلمة ،  وأخبرنا   أبو الحسن عبد الحق بن عبد الخالق اليوسفي ،  أخبرنا  أبو سعد محمد بن عبد القاهر الأسدي ،  وأخبرني   أبو العلاء الحافظ ،  أخبرنا  عبد القادر بن محمد  ، أخبرنا  أبو إسحاق إبراهيم بن عمر الفقيه ،  أخبرنا   أبو الحسن بن لؤلؤ ،  أخبرنا   الهيثم بن خلف ،  أخبرنا  معن   [ ص: 318 ] بن عيسى  ، قالوا جميعا : عن  مالك ،  عن   ابن شهاب ،  عن   سعيد بن المسيب ،  عن   أبي هريرة  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعى للناس النجاشي اليوم الذي مات فيه ، وخرج بهم إلى المصلى ، فصف بهم وكبر أربع تكبيرات     .  
هذا حديث ثابت مستفاض من حديث الحجازيين مخرج في الصحاح كلها . وفي الباب عن   ابن عباس ،   وابن أبي أوفى ،  وجابر ،  وغيرهم .  
قال بعض أئمتنا : حديث   أبي هريرة  متأخر ؛ لأن موت   النجاشي  كان بعد إسلام   أبي هريرة  بمدة ، فإن قيل : وإن دل حديث   أبي هريرة  على التأخير فليس في حديث   زيد بن أرقم  ما يدل على التقديم ، وما لم يعلم ذلك لا يحكم لأحدهما على الآخر ، فليس أحدهما أولى بالتأخير من الآخر ، فهل تجدون حديثا يصرح بالتأقيت في التقديم والتأخير ؟ قالوا : نعم ، في الباب ما يدل على ذلك .  
وذكروا ما أخبرنا به  محمد بن بنيمان بن يوسف ،  أخبرنا  أبو منصور سعد بن علي العجلي ،  أخبرنا   القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري ،  أخبرنا  علي بن عمر بن أحمد ،  حدثنا   محمد بن مخلد ،  حدثنا  أحمد بن الوليد الفحام ،  ويحيى بن زيد بن يحيى الفزاري ،  قالا : حدثنا  بكر بن خنيس ،  حدثنا  الفرات بن سلمان الجزري ،  عن   ميمون بن مهران ،  عن   عبد الله بن عباس ،  قال :  آخر ما كبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الجنائز   أربعا ، وكبر  عمر  على  أبي بكر  أربعا ، وكبر  عبد الله بن عمر  على  عمر   [ ص: 319 ] أربعا ، وكبر  الحسن بن علي  على  علي  أربعا ، وكبر  الحسين  على  الحسن  أربعا ، وكبرت الملائكة على  آدم   أربعا     .  
ورواه   يونس بن بكير  عن  النضر بن أبي عمر ،  عن   عكرمة بن عباس  نحوه مختصرا ، أخرجه   الدارقطني  في السنن ، وقال : كذا قال  أحمد بن الوليد الفحام  في الإسناد :  الفرات بن سلمان ،  وإنما هو  الفرات بن السائب ،  وهو متروك الحديث ،  والفرات بن سلمان  خطأ .  
أخبرنا  أبو سعد عبد الكريم بن محمد المروزي  الحافظ إذنا ، أخبرنا  أحمد بن أحمد بن إسحاق المروزي ،  أخبرنا  أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي ،  أخبرنا   أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي ،  أخبرنا   أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن ناصح الفقيه الشافعي المعروف بابن المفسر الدمشقي ،  حدثنا   أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي المروزي  بدمشق ،   حدثنا   شيبان الأيلي ،  حدثنا  نافع أبو هرمز ،  حدثنا   أنس بن مالك     :  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كبر على أهل  بدر   سبع تكبيرات ، وعلى بني هاشم سبع تكبيرات ، وكان آخر صلاته أربعا حتى خرج من الدنيا     .  
 [ ص: 320 ] وهذا الإسناد أيضا رواه وخالفه  إبراهيم بن محمد بن الحارث ،  رواه عن  شيبان  عن  نافع أبي هرمز ،  عن  عطاء ،  عن   ابن عباس     :  أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان آخر صلاته أربع تكبيرات حتى خرج من الدنيا     .  
أخبرنا به  أبو بكر محمد بن إبراهيم الخطيب ،  أخبرنا  أبو زكريا العبدي ،  أخبرنا  أبو طاهر الكاتب ،  أخبرنا  أبو الشيخ ،  حدثنا  إبراهيم بن أحمد     .  
أخبرني  محمد بن عمر بن أحمد الحافظ ،  أخبرنا  إسماعيل بن الفضل بن أحمد ،  أخبرنا  محمد بن أحمد الكاتب ،  أخبرنا  علي بن عمر ،  حدثنا   محمد بن نوح ،  حدثنا   هارون بن إسحاق ،  حدثنا  المحاربي ،  عن  يحيى بن أنيسة ،  عن  جابر  عن   الشعبي  عن  مسروق  قال :  صلى  عمر  على بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمعته يقول : لأصلين عليها مثل آخر صلاة صلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مثلها ؛ فكبر عليها أربعا     .  
يحيى بن أبي أنيسة  وجابر  ضعيفان ، وقد روي من غير وجه كلها ضعيفة ، وقد روينا  عن   علي بن أبي طالب  أنه صلى على  يزيد بن مكفف  أربعا ، وأنه صلى على   سهل بن حنيف  فكبر ستا .  
 [ ص: 321 ] وفعل  علي     - رضي الله عنه - يدل على أنه قد شاهد الحالتين من النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا يشيد قول من قال : لا وقت ولا عدد ، وقالوا الأمر في هذا على التوسع .  
وجمعوا بين الأحاديث ، وقالوا : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفضل  أهل بدر   على غيرهم ، وكذا  بني هاشم ،   فكان يكبر عليهم خمسا ، وعلى من دونهم أربعا ، وأن الذي حكى آخر صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن الميت من  بني هاشم   ولا من  أهل بدر ،   والله أعلم .  
				
						
						
