[ ص: 538 ] باب النهي عن الرقى ونسخه الرقى والتمائم شرك - رأي لبعض أهل العلم - دليلهم - رواية أخرى - حديث مرسل   للزهري  وأخرى له - حديث   أسماء بنت عميس     - حديث  لعمير مولى آبي اللحم     .  
أخبرني  محمد بن إبراهيم بن علي ،  أخبرنا  أبو زكريا العبدي ،  أخبرنا  محمد بن أحمد الكاتب ،  أخبرنا  عبد الله بن محمد ،  حدثنا   أبو بكر البزار ،  حدثنا  بشر بن آدم ابن بنت أزهر ،  حدثنا   عثمان بن عمر ،  أخبرنا  إسرائيل ،  عن  ميسرة بن حبيب ،  عن   المنهال بن عمر ،  عن  قيس بن السكن ،  عن   عبد الله بن مسعود ،  قال :  كان مما حفظنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن  الرقى والتمائم والتولة شرك   ، فقالت له امرأته : ما التولة ؟ قال : التهيج     .  
هذا الحديث يروى موقوفا ومرفوعا والموقوف أحفظ ، كذلك يرويه الأعلام .  
وذهب بعضهم إلى أن النبي لما قدم  المدينة   نهى عن الرقى مطلقا ، ثم نسخ ذلك ، وتمسكوا في ذلك بأحاديث .  
قرأت على  أبي موسى  الحافظ ، أخبرك  أبو علي ،  أخبرنا   أبو أحمد العبدي ،  أخبرنا  عبد الله بن محمد ،  أخبرنا  إسحاق ،  حدثنا  جرير   ووكيع ،   [ ص: 539 ] عن   الأعمش ،  عن  أبي سفيان ،  عن   جابر بن عبد الله  قال :  كان خالي من  الأنصار ،   وكان يرقي من الحية ، فنهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرقى ، فأتاه فقال : يا رسول الله ، إنك نهيت عن الرقى ، وإني كنت أرقي من الحية . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل     .  
أخبرني  محمد بن علي ،  أخبرنا  أحمد بن الحسن  في كتابه ، أخبرنا  الحسن بن أحمد ،  أخبرنا  دعلج ،  أخبرنا   أبو عبد الله الصائغ ،  حدثنا  سعيد ،  حدثنا  أبو معاوية ،  عن   الأعمش ،  عن  أبي سفيان ،  عن  جابر  قال :  نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرقى ، وكان عند  آل عمرو بن حزم   رقية يرقون بها من العقرب فأتوه فقالوا : يا رسول الله ، إنك نهيت عن الرقى ، وكانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب فقال : فعرضتها عليه ، فقال : ما أرى بأسا ، من استطاع أن ينفع أخاه منكم فلينفعه     .  
ويحتمل أن يقال : لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد نهى عن مطلق الرقى ، بل قد نهى عن رقى مخصوصة ، وذلك أنه حين قدم  المدينة   رأى معهم رقى يخالطها الشرك ، فنهى عن تلك الرقى ، وأما ما كانت تشتمل على أسماء الله تعالى فلم يكن قد نهى عنها ، يدل على ما ذكرناه أثر   الزهري     .  
أخبرني   محمد بن جعفر ،  أخبرنا  أبو سعد المطرز  في كتابه ، أخبرنا  أحمد بن عبد الله ،  حدثنا   سليمان بن أحمد ،  أخبرنا  إسحاق ،  عن  عبد الرزاق ،  عن  معمر ،  عن   الزهري  قال :  قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  المدينة   وهم يرقون رقى يخالطها الشرك ، فنهى عن الرقى ، فلدغ رجل من أصحابه لدغته حية ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : هل من راق يرقيه ؟ فقال رجل : إني كنت أرقي      [ ص: 540 ] برقية ، فلما نهيت عن الرقى تركتها . قال : فاعرضها علي . فعرضها عليه ، فلم ير بها بأسا ، فأمره فرقاه     .  
وقال   إسماعيل بن إسحاق  القاضي ، حدثنا   علي ابن المديني ،  أخبرنا   الضحاك بن مخلد ،  أخبرنا   ابن جريج ،  أخبرني  العباس - هو الجزري -  عن   ابن شهاب ،  قال : بلغني عن رجل من أهل العلم  أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الرقى حين قدم  المدينة ،   وكانت الرقى في ذلك الزمان فيها كثير من كلام الشرك ، فانتهى الناس ، فبينا هم على ذلك لدغت رجلا من  الأنصار   حية ، فقال : التمسوا راقيها ، فقيل له : إنه كان  آل حزم   يرقون منها حتى نهيت عنها ، فقال : ادعوا لي  عمارة بن حزم     . فقال : اعرض علي رقيتك . فعرض عليه ، فلم ير بأسا ، فأذن لهم ، وقال : من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه     .  
أخبرني  محمد بن إبراهيم بن علي ،  أخبرنا  أبو زكريا العبدي ،  أخبرنا  محمد بن أحمد الكاتب ،  أخبرنا  عبد الله بن محمد ،  أبو الشيخ  الحافظ ، حدثنا  محمد بن حمزة ،  حدثنا   ابن جريج ،  عن  أبي الزبير ،  عن  جابر ،  أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال   لأسماء بنت عميس     : ما لي أرى بني أخي ضارعة أتصيبهم الحاجة ؟ قلت : لا ، ولكن العين تسرع إليهم ؛ أفأرقيهم ؟ فقال : بماذا ؟ فعرضت عليه كلاما لا بأس به ، فقال : ارقيهم     .  
أخبرنا  أبو العلاء  الحافظ ، أخبرنا   جعفر بن عبد الواحد ،  أخبرنا   محمد بن عبد الله الضبي ،  حدثنا   سليمان بن أحمد ،  حدثنا   محمود بن محمد الواسطي ،  حدثنا   وهب بن بقية ،  أخبرنا   خالد بن عبد الرحمن بن إسحاق ،  عن  محمد بن يزيد ،  عن  عمير مولى آبي اللحم  قال :  عرضت على النبي - صلى الله عليه وسلم - رقية كنت أرقي بها المجانين في الجاهلية ، فقال : اطرح منها كذا ، واطرح منها كذا ، وارق منها بكذا     .  
 [ ص: 541 ] فقد دلت هذه الأحاديث على صحة ما ذكرناه ، وأن  النهي تناول ما كان من قبيل الشرك   دون ما كان من أسماء الله تعالى ، وعلى هذا الاحتمال لا حاجة بنا إلى الحكم بالنسخ ؛ لإمكان الجمع بين الأخبار ، والله أعلم .  
				
						
						
