الوجه الخمسون :  أن يكون الحديثان المتعارضان من قبيل الأقضية ،   وراوي أحدهما   علي بن أبي طالب ،  أو من قبيل الحلال والحرام ، وراوي أحدهما  معاذ ،  أو من قبيل الفرائض ، وراوي أحدهما   زيد بن ثابت ،  وهلم جرا في بقية العلوم ، وكل واحد من هؤلاء شهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبراعة والحذق في فنه ، وهل يصلح هذا في باب الترجيح أم لا ؟ اختلفوا فيه ، فذهب أكثرهم إلى أنه يحصل به الترجيح ، وهو الصحيح ؛ لأن شهادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لهم أبلغ في تقوية الظن من كثير مما ذكرناه من الترجيحات .  
ولهذا المعنى قدمنا قول الصحابي على قول التابعي ؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - قال :      [ ص: 90 ] أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم     . فهذا القدر كاف في موضوع الترجيحات ، وثم وجوه كثيرة أضربنا عن ذكرها كي لا يطول به هذا المختصر .  
				
						
						
