الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الأثار

الحازمي - أبو بكر محمد بن موسى الحازمي الهمذاني

صفحة جزء
[ ص: 279 ] 16 - باب موقف الإمام والمأموم

حديث ابن مسعود - صلاة الثلاثة يؤمهم أحدهم .

أخبرني أبو عبد الله سفيان بن أبي الفضل الثوري ، أخبرنا إسماعيل بن الفضل ، أخبرنا منصور بن الحسين ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الخازن ، حدثنا أحمد بن محمد الأزدي ، حدثنا علي بن شيبة ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، حدثنا إسرائيل ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة والأسود : أنهما دخلا على عبد الله بن مسعود فقال : أصلى هؤلاء خلفكم ؟ فقالا : نعم . فقام بينهما ، وجعل أحدهما عن يمينه ، والآخر عن شماله .

هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في كتابه ، وقد تقدم الكلام عليه .

قرأت على أبي طاهر روح بن بدر الصوفي ، أخبرك أحمد بن محمد بن أحمد التاجر إذنا ، عن أبي سعيد محمد بن موسى الصيرفي ، أخبرنا محمد بن يعقوب ، أخبرنا الربيع ، أخبرنا الشافعي فيما بلغه ، عن محمد بن عبيد ، عن محمد بن إسحاق ، عن عبد الرحمن بن الأسود ، عن أبيه أن [ ص: 280 ] عبد الله صلى به وبعلقمة ، فقام أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره ، وقال : هكذا كان يفعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

وقد اختلف أهل العلم في النفر الثلاثة يجتمعون ، فكان ابن مسعود يرى أن يصفوا جميعا ، فإذا كانوا أكثر من ذلك قدموا أحدهم ، وبه قال النخعي ، ونفر يسير من أهل الكوفة ، وخالفهم في ذلك أكثر أهل العلم ، وقالوا : إذا كانوا ثلاثة قدموا أحدهم ، هذا قول عمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن عمر ، وجابر بن زيد ، والحسن ، وعطاء بن أبي رباح ، وبه قال مالك ، وأهل الحجاز ، والشام ، والشافعي وأصحابه ، وأبو حنيفة ، وأهل الكوفة .

وقال بعضهم : حديث عبد الله بن مسعود منسوخ ؛ لأن ابن مسعود إنما تعلم هذه الصلاة من النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بمكة ، وفيها التطبيق وأحكام أخر هي الآن متروكة ، وهذا الحكم من جملتها ، ولما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة تركه .

التالي السابق


الخدمات العلمية