الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
باب الجنائز ( nindex.php?page=treesubj&link=2204_1984إذا احتضر الرجل وجه إلى القبلة على شقه الأيمن ) اعتبارا بحال الوضع في القبر ; لأنه أشرف عليه ، والمختار في بلادنا الاستلقاء ; لأنه أيسر لخروج الروح ، والأول هو السنة .
باب الجنائز قوله : إذا احتضر الرجل وجه إلى القبلة ، على شقه الأيمن ، اعتبارا بحال الوضع في [ ص: 296 ] القبر ، والمختار في بلادنا الاستلقاء ; لأنه أيسر ، والأول هو السنة ، قلت : لم أجد له شاهدا ويستأنس بحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم عن سعد بن عبيدة عن nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " { nindex.php?page=hadith&LINKID=9306إذا أتيت مضجعك ، فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن ، وقل : اللهم إني أسلمت نفسي إليك } ، الحديث ، أخرجاه في " الدعاء " ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من فعله عليه الصلاة والسلام قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=64813كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا آوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن ، ثم قال : اللهم إني أسلمت نفسي إليك } ، الحديث . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه في " سننه " nindex.php?page=showalam&ids=15395والنسائي في " اليوم والليلة " من فعله عليه السلام عن سفيان عن الربيع ابن أخي البراء ، عن nindex.php?page=showalam&ids=48البراء { nindex.php?page=hadith&LINKID=64814أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه ، وضع كفه اليمنى تحت شقه الأيمن }الحديث ، وكذلك رواه الترمذي في " الشمائل " ، وليس فيه ذكر القبلة .
{ حديث آخر } : أخرجه الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في " مسنده " عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمى ، قالت : اشتكت فاطمة شكواها الذي قبضت فيه ، فكنت أمرضها ، فأصبحت يوما ، كأمثل ما رأيتها ، وخرج nindex.php?page=showalam&ids=8علي لبعض حاجته ، فقالت : يا أمه ، اسكبي لي غسلا ، فاغتسلت ، كأحسن ما رأيتها تغتسل ، ثم قالت : يا أمه ، أعطني ثيابي الجدد ، فأعطيتها ، فلبستها ، ثم قالت : يا أمه ، قدمي لي فراشي وسط البيت ، ففعلت واضطجعت ، فاستقبلت القبلة ، وجعلت يدها تحت خدها ، ثم قالت : يا أمه ، إني مقبوضة الآن ، وقد تطهرت ، فلا يكشفني أحد ، فقبضت مكانها . انتهى .
وسنده : حدثنا أبو النضر ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12350إبراهيم بن سعد عن nindex.php?page=showalam&ids=16903محمد بن إسحاق عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمى ، فذكره سواء ، بزيادة : قالت : فجاء nindex.php?page=showalam&ids=8علي فأخبرته . انتهى .
حدثنا محمد بن جعفر الوركاني ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12350إبراهيم بن سعد عن nindex.php?page=showalam&ids=16903محمد بن إسحاق به ، نحوه ، هكذا وقع في " مسند nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمى " ، وصوابه : سلمى ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر في الجزء الذي رتب فيه أسماء الصحابة المذكورين في " مسند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد " على الحروف : الصواب سلمى ، وهي زوجة أبي رافع ، وذكر الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد لها ، بعد هذا الحديث ، حديثين في المسند ، وسماها سلمى ، قال ابن القطان في " كتابه " : أبو رافع ، مولى النبي صلى الله عليه وسلم احتوشته امرأتان ، كل واحدة منهما ، اسمها " سلمى " : إحداهما : أمه [ ص: 297 ] والأخرى زوجته .
فأمه سلمى ، مولاة صفية بنت عبد المطلب ، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت خادما له ، روى جارية بن محمد عن عبيد الله بن أبي رافع عن جدته سلمى ، قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم { nindex.php?page=hadith&LINKID=64815 : بيت لا تمر فيه جياع أهله } ، وأما زوجته سلمى ، فهي مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم شهدت خيبر ، وولدت عبيد الله بن أبي رافع ، كاتب nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه . انتهى .
وفي حاشية عليه : ولأبي رافع امرأة أخرى اسمها " سلمى " تابعية ، لا صحبة لها ، وروى عنها القعقاع بن حكيم ، ذكرها nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في " الثقات " . انتهى .
واعلم أن الحديث ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ، وفي " العلل المتناهية " من رواية عاصم بن علي الواسطي ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12350إبراهيم بن سعد عن nindex.php?page=showalam&ids=16903محمد بن إسحاق عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن أمه سلمى ، فذكره بلفظ nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، وزاد في آخره : فجاء nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه ، فأخبر ، فقال : والله لا يكشفها أحد ، فدفنها بغسلها ذلك انتهى قال في " الموضوعات " : وقد رواه نوح بن يزيد عن nindex.php?page=showalam&ids=12350إبراهيم بن سعد بهذا الإسناد ، ورواه الحكم بن أسلم عن إبراهيم أيضا ، قال : وهذا حديث لا يصح ، أما nindex.php?page=showalam&ids=16903محمد بن إسحاق فمجروح ، شهد بكذبه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وسليمان التيمي nindex.php?page=showalam&ids=17287ووهيب بن خالد nindex.php?page=showalam&ids=17245وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد ، وقال ابن المديني : يحدث عن المجهولين بأحاديث باطلة ، وأما nindex.php?page=showalam&ids=16274عاصم ، فقال ابن معين فيه : ليس بشيء ، وأما نوح بن يزيد والحكم ، فكلاهما شيعي ، وأيضا فالغسل إما أن يكون لحدث الموت ، فكيف تغتسل قبل الحدث ؟ هذا مما لا ينسب إلى nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=129وفاطمة ، بل ينزهون عن مثل هذا . انتهى .
وكذلك قال في " العلل المتناهية " ، إلا أنه زاد : ثم إن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي يحتجان في جواز غسل الرجل زوجته ، بأن nindex.php?page=showalam&ids=8عليا غسل nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة رضي الله عنها ، ردا على nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة رضي الله عنه . انتهى .
قال صاحب " التنقيح " : عاصم بن علي الواسطي روى عنه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " صحيحه " ونوح بن يزيد هو المؤدب ، صدوق ثقة ، ولا نعلم أحدا رماه بالتشيع ، والحكم بن أسلم ، قال فيه nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي : قدري صدوق . انتهى .
قلت : ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق في " مصنفه " بسند ضعيف ومنقطع ، لكن ليس فيه هيئة الاضطجاع ، فقال : أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=13371عبد الله بن محمد بن عقيل أن nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة لما حضرتها الوفاة ، أمرت nindex.php?page=showalam&ids=8عليا فوضع لها غسلا ، فاغتسلت ، وتطهرت ، ودعت بثياب أكفانها ، فلبستها ، ومست من الحنوط ، ثم أمرت nindex.php?page=showalam&ids=8عليا أن [ ص: 298 ] لا تكشف إذا هي قبضت ، وأن تدرج كما هي في أكفانها ، فقلت له : هل علمت أحدا فعل نحو ذلك ؟ قال : نعم ، كثير بن عباس ، وكتب في أطراف أكفانه : يشهد كثير بن عباس أن لا إله إلا الله . انتهى .
ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في " معجمه " ، والحديث الذي أشار إليه ابن الجوزي في غسل nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=129لفاطمة ، رواه الحافظ أبو نعيم في " كتاب الحلية في ترجمة nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة رضي الله عنها" ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو العباس السراج ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة بن سعيد ثنا محمد بن موسى المخزومي عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب عن أمه ، أم جعفر بنت محمد بن جعفر أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : يا nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء إني أستقبح ما يفعل بالنساء ، إنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها ، فقالت nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء : يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة ؟ فدعت بجرائد رطبة فلوتها ، ثم طرحت عليها ثوبا ، فقالت nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله ، يعرف به المرأة من الرجل ، فإذا أنا مت فاغسليني أنت nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي ، فلما توفيت غسلها nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=64وأسماء .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في " سننه " عن nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء أن فاطمة أوصت أن يغسلها زوجها nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=64وأسماء فغسلاها ، وينظر واستدل النووي أيضا في " الخلاصة " nindex.php?page=showalam&ids=13790للشافعي بحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه ، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني ، ثم nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " سننهما " عن nindex.php?page=showalam&ids=16903محمد بن إسحاق عن أيوب بن علقمة عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، قالت { nindex.php?page=hadith&LINKID=64816 : رجع النبي صلى الله عليه وسلم من البقيع ، وأنا أجد صداعا في رأسي ، وأقول : وارأساه ، فقال : بل أنا يا nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، وارأساه ، ثم قال : ما ضرك لو مت قبلي ، فغسلتك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك ؟ }. انتهى .
وهذا ليس فيه حجة ، فإن هذا اللفظ لا يقتضي المباشرة ، فقد يأمر بغسلها الثاني : أنه حديث ضعيف ، قال النووي : فيه nindex.php?page=showalam&ids=16903محمد بن إسحاق ، وهو مدلس ، وقد عنعن . انتهى . واستشهد شيخنا علاء الدين لهذا الحديث ، بحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في " المستدرك " عن nindex.php?page=showalam&ids=17211نعيم بن حماد عن nindex.php?page=showalam&ids=16379عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=60أبي قتادة { nindex.php?page=hadith&LINKID=64817أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم إلى المدينة ، سأل عن nindex.php?page=showalam&ids=1023البراء بن معرور ، فقالوا : توفي ، وأوصى أن يوجه إلى القبلة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أصاب الفطرة ، ثم ذهب فصلى عليه } ، وقال : حديث صحيح ، ولا أعلم في توجيه nindex.php?page=treesubj&link=1984المحتضر غيره ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ، ولم يذكر في الباب غيره ، وهذا الاستشهاد غير طائل ، إذ ليس فيه التوجيه على الصفة التي ذكرها المصنف ، [ ص: 299 ] وإنما فيه مجرد التوجيه فقط ، ومجرد التوجيه فيه حديث أخرجه أبو داود في " الوصايا " nindex.php?page=showalam&ids=15395والنسائي في " المحاربة " عن nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير أن أباه عمير بن قتادة حدثه ، وكان له صحبة ، { nindex.php?page=hadith&LINKID=64818أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما الكبائر ؟ قال : هن تسع : الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات وعقوق الوالدين المسلمين واستحلال البيت الحرام قبلتكم ، أحياء وأمواتا }. انتهى .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في " المستدرك " ، وقال : رجاله محتج بهم في " الصحيح " ، إلا عبد الحميد بن سنان . انتهى وعبد الحميد بن سنان حجازي ، لا يعرف إلا بهذا الحديث ، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في " الثقات " ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : في حديثه نظر . انتهى طريق آخر : رواه nindex.php?page=showalam&ids=13890أبو القاسم البغوي حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16598علي بن الجعد ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12348أيوب بن عتبة ثنا طيسلة ، سألت nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر عشية عرفة عن الكبائر ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { هن سبع } ، فذكره ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14689الطبري في " تفسيره " عن سليمان بن ثابت الجحدري عن مسلم بن سلام عن nindex.php?page=showalam&ids=12348أيوب بن عتبة عن nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير عن nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير بن قتادة عن أبيه ، فذكره ، ومداره على nindex.php?page=showalam&ids=12348أيوب بن عتبة ، قاضي اليمامة ، وهو ضعيف ، ومشاه ابن عدي ، وقال : إنه مع ضعفه يكتب حديثه . انتهى .
وذكر الإمام أبو حفص عمر بن شاهين في " كتاب الجنائز " له باب في توجيه المحتضر ، ولم يذكر فيه غير أثر عن إبراهيم النخعي ، قال : يستقبل بالميت القبلة وعن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح نحوه ، بزيادة : على شقه الأيمن ، ما علمت أحدا تركه من ميته ، انتهى .