قال :   ( ومن ارتث غسل )  وهو من صار خلقا في حكم الشهادة لنيل مرافق الحياة ، لأن بذلك يخف أثر الظلم ، فلم يكن في معنى شهداءأحد    .  [ ص: 370  -  371 ]   ( والارتثاث : أن يأكل أو يشرب أو ينام أو يداوى أو ينقل من المعركة حيا ) لأنه نال بعض مرافق الحياة ، وشهداء أحد  ماتوا عطاشا ، والكأس تدار عليهم ، فلم يقبلوا خوفا من نقصان الشهادة ، إلا إذا حمل من مصرعه كي لا تطأه الخيول ; لأنه ما نال شيئا من الراحة ، ولو آواه فسطاط أو خيمة كان مرتثا ، لما بينا ( ولو )   ( بقي حيا حتى مضى وقت صلاة وهو يعقل )    ( فهو مرتث ) لأن تلك الصلاة صارت دينا في ذمته ، وهو من أحكام الأحياء ، قال : وهذا مروي عن  أبي يوسف  رحمه الله  ، ولو أوصى بشيء من أمور الآخرة كان ارتثاثا عند  أبي يوسف  رحمه الله  ، لأنه ارتفاق ، وعند  محمد  رحمه الله لا يكون ، لأنه من أحكام الأموات . 
     	
		 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					