قوله عز وجل : من كان يظن أن لن ينصره الله فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : أن يرزقه الله ، وهو قول ، والنصر الرزق ، ومنه قول مجاهد الأعشى :
[ ص: 12 ]
أبوك الذي أجرى علي بنصره فأنصب عني بعده كل قابل
والثالث : معناه أن لن يمطر الله أرضه ، ومنه قول رؤبة:
إني وأسطار سطرن سطرا لقائل يا نصر نصر نصرا
وقال : يقال للأرض الممطرة أرض منصورة . أبو عبيدة
في الدنيا والآخرة والنصر في الدنيا بالغلبة ، وفي الآخرة بظهور الحجة .
ويحتمل وجها آخر: أن يكون النصر في الدنيا علو الكلمة ، وفي الآخرة علو المنزلة .
فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ فيه تأويلان :
أحدهما : فليمدد بحبل إلى سماء الدنيا ليقطع الوحي عن محمد ثم لينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ أي يذهب الكيد منه ما يغيظه من نزول الوحي عليه ، وهذا قول . ابن زيد
والثاني : فليمدد بحبل إلى سماء بيته وهو سقفه ، ثم ليخنق به نفسه فلينظر هل يذهب ذلك بغيظه من ألا يرزقه الله تعالى ، وهذا قول . السدي