الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5229 - 5230 - وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وأبي خلاد رضي الله عنهما : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10366169nindex.php?page=treesubj&link=24626إذا رأيتم العبد يعطي زهدا في الدنيا ، وقلة منطق فاقتربوا منه ; فإنه يلقي الحكمة " . رواه البيهقي في ( شعب الإيمان ) .
5229 - 5230 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وأبي خلاد ) : بتشديد اللام . قال المؤلف : أبو خلاد رجل من الصحابة . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : لم أقف له على اسم ولا نسبة ، حديثه عند يحيى بن سعيد عن أبي فروة عن أبي خلاد قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=10366170nindex.php?page=treesubj&link=24626إذا رأيتم المؤمن قد أعطي زهدا في الدنيا وقلة منطق فاقتربوا منه ، فإنه يلقي الحكمة . وفي رواية مثله ، ولكن بين أبي فروة وأبي خلاد أبو مريم ، وهذا أصح انتهى . ففيه إشارة إلى الخلاف في أن هذا الحديث منقطع أو متصل ، وأنه أراد برواية مثله ما ذكر المصنف بقوله : ( إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إذا رأيتم العبد يعطي زهدا " ) أي : قلة رغبة ( " في الدنيا وقلة منطق " ) أي اللغو والهوى ( " فاقتربوا منه " ) أي : اطلبوا القرب منه ، والتمسوا في مجالسته القربى إلى المولى ( " فإنه يلقى " ) : بتشديد القاف المفتوحة وفي نسخة بتخفيفها أي : يلقن ويؤتى ( " الحكمة " ) أي : الموعظة المطابقة للكتاب والسنة لقوله تعالى . nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=269يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب والحكمة في الحقيقة إتقان العمل والعمل على سبيل الشريعة والطريقة وصاحبها بحكم حديث من أخلص لله أربعين صباحا أظهر الله ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ، هو العالم العامل المخلص الكامل يكون مرشدا مكملا ، فيجب على كل أحد أن يطلب مجالسته ويخص محادثته قال تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=119ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين أي : قالا وحالا . وقال بعض العارفين : اصحبوا مع الله ، فإن لم تطيقوا فاصحبوا مع من يصحب مع الله ، وعلامة صحة أحواله بعد تصحيح أقواله وأفعاله ما تقدم في الحديث السابق من علامة انشراح الصدر بحيث تؤثر صحبته في جميع الأمر ، ويزهد أصحابه في الدنيا وتوابعها من تحصيل المال والجاه زيادة على قدر الحاجة الموصلة إلى دار العقبى ، بل يجعلهم فارغين عن أمور الكونين على ما أشار إليه خلع النعلين ، غائبين عن السوى ، حاضرين في حضرة المولى ، ذاهلين عن مراقبة الفناء ، واصلين إلى مشاهدة البقاء ، حاصلين في الجنة العاجلة على لذة البقاء ، فهذا العارف حينئذ خليفة الأنبياء ، وقائم مقام الأولياء الأصفياء رزقنا الله رؤيته وخدمته وصحبته . ( رواهما ) أي الحديثين ( البيهقي في : " شعب الإيمان " ) .
والحديث الأول منهما أخرجه ابن المبارك في الزهد ، والفريابي وعبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي جعفر المدايني رجل من بني هاشم ، وليس هو محمد بن علي قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=10366171سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - أي المؤمنين أكيس ؟ فقال : " أكثرهم ذكرا للموت وأحسنهم لما بعده استعدادا " قال : وسئل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم عن هذه الآية nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=125فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام قالوا : كيف يشرح صدره يا رسول الله ؟ قال " نور يقذف فيه فينشرح له وينفسح له " قالوا : فهل لذلك من أمارة يعرف بها ؟ قال : " الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل لقاء الموت " وفي رواية قبل نزول الموت . وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=125فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام يقول : يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=125ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا يقول : شاكا nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=125كأنما يصعد في السماء يقول كما لا يستطيع ابن آدم أن يبلغ السماء ، فكذلك لا يقدر على أن يدخل التوحيد والإيمان قلبه حتى يدخله الله في قلبه ، وللحديث في الدر المنثور طرق كثيرة ، والله تعالى أعلم .