الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5825 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14906محمد بن يوسف حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام عن nindex.php?page=showalam&ids=16561أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها nindex.php?page=hadith&LINKID=655711عن النبي صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=treesubj&link=27140لا يقولن أحدكم خبثت نفسي ولكن ليقل لقست نفسي
قوله : ( باب nindex.php?page=treesubj&link=32616لا يقل خبثت نفسي ) بفتح الخاء المعجمة وضم الموحدة بعدها مثلثة ثم مثناة ، ويقال بفتح الموحدة والضم أصوب . قال الراغب : الخبث يطلق على الباطل في الاعتقاد ، والكذب في المقال ، والقبيح في الفعال . قلت : وعلى الحرام والصفات المذمومة القولية والفعلية .
حديث عائشة بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=3503902لا يقولن أحدكم خبثت نفسي ، ولكن ليقل لقست نفسي . قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي تبعا لأبي عبيد : لقست وخبثت بمعنى واحد . وإنما كره - صلى الله عليه وسلم - من ذلك اسم الخبث فاختار اللفظة السالمة من ذلك ، وكان من سنته تبديل الاسم القبيح بالحسن . وقال غيره : معنى لقست غثت بغين معجمة ثم مثلثة ، وهو يرجع أيضا إلى معنى خبيث ، وقيل معناه ساء خلقها ، وقيل : مالت به إلى الدعة . وقال ابن بطال : هو على معنى الأدب وليس على سبيل الإيجاب . وقد تقدم في الصلاة في الذي يعقد الشيطان على قافية رأسه فيصبح خبيث النفس . ونطق القرآن بهذه اللفظة فقال - تعالى - : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=26ومثل كلمة خبيثة . قلت : لكن لم يرد ذلك إلا في معرض الذم ، فلا ينافي ذلك ما دل عليه حديث الباب من كراهة وصف الإنسان نفسه بذلك . وقد سبق لهذا عياض فقال : الفرق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر عن صفة شخص مذموم الحال فلم يمتنع إطلاق ذلك اللفظ عليه . وقال ابن أبي جمرة : النهي عن ذلك للندب ، والأمر بقوله لقست للندب أيضا ، فإن عبر بما [ ص: 580 ] يؤدي معناه كفى ، ولكن ترك الأولى . قال : ويؤخذ من الحديث استحباب مجانبة الألفاظ القبيحة والأسماء ، والعدول إلى ما لا قبح فيه ، والخبث واللقس وإن كان المعنى المراد يتأدى بكل منهما لكن لفظ الخبث قبيح ويجمع أمورا زائدة على المراد ، بخلاف اللقس فإنه يختص بامتلاء المعدة . قال وفيه أن nindex.php?page=treesubj&link=24003المرء يطلب الخير حتى بالفأل الحسن ، ويضيف الخير إلى نفسه ولو بنسبة ما ، ويدفع الشر عن نفسه مهما أمكن ، ويقطع الوصلة بينه وبين أهل الشر حتى في الألفاظ المشتركة . قال : ويلتحق بهذا أن الضعيف إذا سئل عن حاله لا يقول لست بطيب بل يقول ضعيف ، ولا يخرج نفسه من الطيبين فيلحقها بالخبيثين .
( تنبيه ) : أخرج أبو نعيم في " المستخرج " حديث سهل من طريق شبيب بن سعيد عن nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس بن يزيد عن الزهري ثم قال : أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن عبدان عن ابن المبارك عن موسى ، وقال : هو nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، والصحيح يونس . قلت : لم أقف عليه في الأصول المعتمدة من رواية أبي ذر إلا عن يونس وكذا في رواية النسفي .
قوله : ( تابعه عقيل ) يعني عن الزهري بسنده المذكور والمتن ، وهذه المتابعة وصلها nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من طريق نافع بن يزيد عن عقيل وسقطت من رواية أبي ذر ، وثبتت للنسفي والباقين .