[ ص: 3008 ] القول في تأويل قوله تعالى :
[ 43 ] إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور .
إذ يريكهم الله في منامك قليلا منصوب بـ ( اذكر ) ، أو بدل آخر من ( يوم الفرقان ) ، وذلك أن الله عز وجل أراه إياهم في رؤياه قليلا ، فأخبر بذلك أصحابه ، فكان تثبيتا لهم وتشجيعا على عدوهم : ولو أراكهم كثيرا لفشلتم أي : لجبنتم وهبتم الإقدام .
ولتنازعتم في الأمر أي : أمر الإقدام والإحجام ، فتفرقت كلمتكم ، ولكن الله سلم أي : عصم وأنعم بالسلامة من الفشل والتنازع بتأييده وعصمته إنه عليم بذات الصدور أي : يعلم ما سيكون فيها من الجرأة والجبن والصبر والجزع . ولذلك دبر ما دبر .