وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا .
قوله تعالى: " وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن " في سبب نزولها قولان:
أحدهما: أن المشركين كانوا يؤذون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بالقول والفعل، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت هذه الآية، قاله عن أبو صالح ابن عباس .
والثاني: أن رجلا من الكفار شتم فهم به عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، [ ص: 47 ] فنزلت هذه الآية، قاله عمر والمعنى: وقل لعبادي المؤمنين يقولوا الكلمة التي هي أحسن . واختلفوا فيمن تقال له هذه الكلمة على قولين: مقاتل،
أحدهما: أنهم المشركون، قال تقول له: يهديك الله، وما ذكرنا من سبب نزول الآية يؤيد هذا القول . وذهب بعضهم إلى أنهم أمروا بهذه الآية بتحسين خطاب المشركين قبل الأمر بقتالهم، ثم نسخت هذه الآية بآية السيف . الحسن:
والثاني: أنهم المسلمون، قاله والمعنى: وقل لعبادي يقول بعضهم لبعض التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة . وقد روى ابن جرير . مبارك عن قال: " الحسن، التي هي أحسن " أن يقول له مثل قوله، ولكن يقول له: يرحمك الله ويغفر الله لك . قال وقوله: " الأخفش: يقولوا " مثل قوله: " يقيموا الصلاة " ، وقد شرحنا ذلك في سورة ( إبراهيم: 31 ) .
قوله تعالى: " إن الشيطان ينزغ بينهم " ; أي: يفسد ما بينهم، والعدو المبين: الظاهر العداوة .