المسألة الخامسة عشرة من الآية السادسة عشرة : قوله تعالى : فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها } . وصلا إلى القرية محتاجين إلى الطعام ، فعرضوا أنفسهم عليهم ، وكانوا ثلاثة ، فأبوا عن قبول ذلك منهم ، وهذا سؤال ، وهو على مراتب في الشرع ، ومنازل بيناها في كتاب شرح الصحيحين . وهذا السؤال من تلك الأقسام هو سؤال الضيافة ، وهي فرض أو سنة كما بيناه [ ص: 242 ] هنالك ، وسؤالها جائز ، فقد تقدم في حديث { أنهم نزلوا بقوم فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيفوهم ، فلدغ سيدهم ، فسألوهم : هل من راق ، فجعلوهم على قطيع من الغنم . . الحديث إلى آخره . أبي سعيد الخدري
وذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فجوز الكل ، وقد كان موسى حين سقى لبنتي شعيب أجوع منه حين أتى القرية مع الخضر ، ولم يسأل قوتا ; بل سقى ابتداء ، وفي القرية سألا القوت ، وفي ذلك للعلماء انفصالات كثيرة ، منها أن موسى كان في حديث مدين منفردا ، وفي قصة القرية تبعا لغيره . وقيل : كان هذا سفر تأديب فوكل إلى تكليف المشقة ، وكان ذلك سفر هجرة فوكل إلى العون والقوة .