ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون
[ ص: 127 ] ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل أي ولا يأكل بعضكم مال بعض بالوجه الذي لم يبحه الله تعالى.
وبين نصب على الظرف، أو الحال من الأموال. وتدلوا بها إلى الحكام عطف على المنهي، أو نصب بإضمار أن والإدلاء الإلقاء، أي ولا تلقوا حكومتها إلى الحكام. لتأكلوا بالتحاكم. فريقا طائفة. من أموال الناس بالإثم بما يوجب إثما، كشهادة الزور واليمين الكاذبة، أو ملتبسين بالإثم. وأنتم تعلمون أنكم مبطلون، فإن ارتكاب المعصية مع العلم بها أقبح.
روي أن ادعى على عبدان الحضرمي امرئ القيس الكندي قطعة من أرض ولم يكن له بينة، فحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يحلف امرؤ القيس، فهم به فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا الآية. فارتدع عن اليمين، وسلم الأرض إلى فنزلت. عبدان، وفيه دليل على أن ويؤيده قوله عليه الصلاة والسلام « حكم القاضي لا ينفذ باطنا، » . إنما أنا بشر وأنتم تختصمون إلي ولعل بعضكم يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له على نحو ما أسمع منه، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فإنما أقضي له قطعة من ناره