وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون
( وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك ) ما يتخذونك . ( إلا هزوا ) إلا مهزوءا به ويقولون : ( أهذا الذي يذكر آلهتكم ) أي بسوء ، وإنما أطلقه لدلالة الحال فإن ذكر العدو لا يكون إلا بسوء . ( وهم بذكر الرحمن ) بالتوحيد أو بإرشاد الخلق ببعث الرسل وإنزال الكتب رحمة عليهم أو بالقرآن . ( هم كافرون ) منكرون فهم أحق أن يهزأ بهم ، وتكرير الضمير للتأكيد والتخصيص ولحيلولة الصلة بينه وبين الخبر .
( خلق الإنسان من عجل ) كأنه خلق منه لفرط استعجاله وقلة ثباته كقولك : خلق زيد من الكرم ، جعل ما طبع عليه بمنزلة المطبوع وهو منه مبالغة في لزومه له ولذلك قيل : إنه على القلب ومن عجلته مبادرته إلى الكفر واستعجال الوعيد .
روي أنها نزلت في النضر بن الحرث حين استعجل العذاب .
( سأريكم آياتي ) نقماتي في الدنيا كوقعة بدر وفي الآخرة عذاب النار . ( فلا تستعجلون ) بالإتيان بها ، والنهي عما جبلت عليه نفوسهم ليقعدوها عن مرادها .