الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            وفي هذه الغزاة جاز على قبر أمه صلى الله عليه وسلم:

            عن ابن بريدة ، عن أبيه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ وقف على عسفان ، فنظر يمينا وشمالا ، فأبصر قبر أمه آمنة ، فورد الماء ، فتوضأ ثم صلى ركعتين ، فلم يفاجئنا إلا ببكائه ، فبكينا لبكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم [ثم انصرف إلينا فقال: "ما الذي أبكاكم؟" قالوا: بكيت فبكينا يا رسول الله] وقال: "وما ظننتم؟" قالوا:

            ظننا أن العذاب نازل علينا ، قال: "لم يكن من ذلك شيء" ، قالوا: فظننا أن أمتك كلفوا من الأعمال ما لا يطيقون ، قال: "لم يكن من ذلك شيء ، ولكني مررت بقبر أمي ، فصليت ركعتين ثم استأذنت ربي أن أستغفر لها ، فنهيت فبكيت ثم عدت ، فصليت ركعتين ، واستأذنت ربي أن أستغفر لها ، فزجرت زجرا ، فعلا بكائي" ثم دعي براحلته فركبها ، فما سارت إلا هينة حتى قامت الناقة بثقل الوحي ، فأنزل الله تعالى: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين إلى آخر الآيتين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أشهدكم أني بريء من آمنة كما تبرأ إبراهيم من أبيه .


            التالي السابق


            الخدمات العلمية