تخوف الرحل منها تامكا قردا ... كما تخوف عود النبعة السفن
فقال - رضي الله عنه -: "أيها الناس؛ عليكم بديوانكم لا يضل"؛ قالوا: وما ديواننا؟ قال: "شعر الجاهلية؛ فإن فيه تفسير كتابكم؛ ومعاني كلامكم". عمر
ولما كان التقدير: "لم يأمنوا ذلك في نفس الأمر"؛ ولكن جهلهم بالله - لطول أناته؛ وحلمه – غرهم"؛ سبب عنه قوله - التفاتا إلى الخطاب؛ استعطافا -: فإن ربكم ؛ أي: المحسن إليكم بإهلاك من يريد؛ وإبقاء من يريد؛ لرءوف ؛ أي: بليغ الرحمة لمن يتوسل إليه بنوع وسيلة؛ وكذا لمن قاطعه أتم مقاطعة؛ وإليه أشار بقوله (تعالى): [ ص: 172 ] رحيم ؛ أي: فتسبب عن إمهاله لهم في كفرهم؛ وطغيانهم؛ مع القدرة عليهم؛ العلم بأن تركه لمعاجلتهم ما هو إلا لرأفته؛ ورحمته.