ذكر عدة حوادث
( في سنة أربع وستين ومائتين ، وجعل طريقه على سرقسطة ، فقاتل أهلها ، ثم انتقل إلى تطيلة ، وجال في مواضع بني موسى ، ثم دخل بنبلونة ، فخرب كثيرا من حصونها وأذهب زروعها وعاد سالما . سير محمد بن عبد الرحمن صاحب الأندلس ابنه المنذر في جيش إلى مدينة بنبلونة
وفيها سار جمع من العرب إلى مدينة جليقية ، فكان بينهم وقعة عظيمة قتل فيها من الطائفتين كثير .
وفيها فرغ إبراهيم بن محمد بن الأغلب ، صاحب إفريقية ، من بناء رقادة ، وكان ابتداء عمارتها سنة ثلاث وستين ومائتين ، ولما ( فرغت انتقل إبراهيم إليها ) .
وفيها ، مقدمة إليها ، وأخذوا صعون فأحضروه عنده ، فمات . وجه يعقوب بن الليث جيشا إلى الصيمرة
وفيها ، فأفنى خلقا كثيرا . وقع الطاعون بخراسان جميعها وقومس
وحج بالناس هذه السنة هارون بن محمد بن إسحاق بن موسى الهاشمي .
وفي سنة أربع وستين ومائتين
في المحرم منها عسكر أبو أحمد وموسى بن بغا بسامرا ، وخرجا منها لليلتين مضتا من صفر ، وخرج المعتمد لتوديعهما ، وسارا فلما وصلا إلى بغداد توفي الأمير موسى بن بغا بها ، وحمل إلى سامرا ودفن بها .
وفيها فحاربه سليمان بن جامع نائبها من جهة الخبيث صاحب الزنج فهزمه ابن المولد بعد ولي محمد بن المولد واسط بينهما . حروب طويلة
وخلى الناس البلد وخرجوا عنه حفاة على وجوههم ، وكانوا يدخلون المنازل فيجدونها مفروشة ، ومضى الناس [ وكان ] يأخذ أحدهم عمامته أو رداءه فيشد بها رجليه ويمشي ، وضربت واسط بالنار . وفيها سار ابن الديراني إلى مدينة الدينور فاجتمع عليه دلف بن عبد العزيز بن أبي دلف ، وابن عياض ، فهزماه ونهبا أمواله ورجع مغلولا . وفيها : ولي أبو عمر القاضي قضاء مدينة المنصور ، والأعمال المتصلة بها ، وجلس في الجامع .