قوله تعالى : قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم قوله تعالى : قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون هذا السؤال من إبليس لم يكن عن ثقة منه بمنزلته عند الله - تعالى - ، وأنه أهل أن يجاب له دعاء ; ولكن سأل تأخير عذابه زيادة في بلائه ; كفعل الآيس من السلامة . وأراد بسؤاله الإنظار إلى يوم يبعثون : أجلا يموت ; لأن يوم البعث لا موت فيه ولا بعده .
قال فإنك من المنظرين يعني من المؤجلين .
إلى يوم الوقت المعلوم قال ابن عباس : ( أراد به النفخة الأولى ) ، أي حين تموت الخلائق . وقيل : الوقت المعلوم الذي استأثر الله بعلمه ، ويجهله إبليس . فيموت إبليس ثم يبعث ; قال الله - تعالى - : كل من عليها فان . وفي كلام الله - تعالى - له قولان :
أحدهما : كلمه على لسان رسوله .
الثاني : كلمه تغليظا في الوعيد لا على وجه التكرمة والتقريب .