إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين وأما الذين [ ص: 397 ] آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم والله لا يحب الظالمين ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم
قوله تعالى: إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي فيه أربعة أقاويل: أحدها: معناه إني قابضك برفعك إلى السماء من غير وفاة بموت ، وهذا قول ، الحسن ، وابن جريج . والثاني: متوفيك وفاة نوم للرفع إلى السماء ، وهذا قول وابن زيد والثالث: متوفيك وفاة بموت ، وهذا قول الربيع. . والرابع: أنه من المقدم والمؤخر بمعنى: رافعك ومتوفيك بعده ، وهذا قول ابن عباس وفي قوله تعالى: الفراء. ورافعك إلي قولان: أحدهما: رافعك إلى السماء. والثاني: معناه رافعك إلى كرامتي. ومطهرك من الذين كفروا فيه قولان: أحدهما: أن تطهيره منهم هو منعهم من قتله. الثاني: أنه إخراجه من بينهم. وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة فيه تأويلان: أحدهما: فوقهم بالبرهان والحجة. والثاني: بالعز والغلبة. وفي المعني بذلك قولان: [ ص: 398 ]
أحدهما: أن الذين آمنوا به فوق الذين كذبوه وكذبوا عليه ، وهذا قول ، الحسن ، وقتادة ، والربيع . والثاني: أن النصارى فوق اليهود ، لأن النصارى أعز واليهود أذل ، وفي هذا دليل على أنه لا يكون مملكة إلى يوم القيامة بخلاف وابن جريج الروم.