ذكر خبر ثان يصرح بأن شاهد هذه الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا هريرة
2688 - أخبرنا قال : حدثنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو الربيع الزهراني عن حماد بن زيد عن أيوب عن محمد ، قال : أبي هريرة ، أبو بكر رضوان الله عليهما ، فهابا أن يسألا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فقال له رجل يقال له وعمر ذو اليدين : أقصرت الصلاة يا رسول الله أم نسيت ؟ قال : ما قصرت الصلاة ، ولا نسيت ، قال : بل نسيت يا رسول الله ، قال : أكذلك ؟ قالوا : [ ص: 406 ] نعم ، قال : فرجع فصلى بنا ركعتين ، ثم سلم ، ثم سجد سجدتين ، فأطال نحوا من سجوده ، ثم رفع رأسه ، ثم سجد الثانية ، فأطال نحوا من سجوده ، ثم رفع رأسه صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي - إما قال : الظهر ، وإما قال : العصر ، قال : وأكبر ظني أنها العصر - فصلى بنا ركعتين ، ثم سلم ، وتقدم إلى خشبة في مقدم المسجد ، فوضع يديه عليها ، إحداهما على الأخرى ، وخرج سرعان الناس فجعلوا يقولون : قصرت الصلاة ، وفي القوم فقيل لمحمد : ثم سلم ؟ قال : لم أحفظ ذلك من ، وأنبئت أن أبي هريرة قال : ثم سلم . عمران بن حصين
قال رضي الله عنه : أخبار أبو حاتم ذي اليدين معناها : أن المصطفى صلى الله عليه وسلم تكلم في صلاته على أن الصلاة قد تمت له ، وأنه قد أدى فرضه الذي عليه ، وذو اليدين قد توهم أن الصلاة قد ردت إلى الفريضة الأولى ، فتكلم على أنه في غير الصلاة ، وأن صلاته قد تمت ، فلما استثبت صلى الله عليه وسلم أصحابه ، كان من استثباته على يقين أنه قد أتم صلاته .
وأما جواب الصحابة رضوان الله عليهم له أن : نعم ، فكان الواجب عليهم أن يجيبوه ، وإن كانوا في نفس الصلاة ، لقول الله جل وعلا : يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم [ ص: 407 ] فأما اليوم ، فقد انقطع الوحي ، وأقرت الفرائض ، فإن تكلم الإمام وعنده أن الصلاة قد تمت بعد السلام لم تبطل صلاته ، وإن سأل المأمومين فأجابوه بطلت صلاتهم ، وإن سأل بعض المأمومين الإمام عن ذلك ، بطلت صلاته لاستحكام الفرائض ، وانقطاع الوحي .
والعلة في سهو النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته أنه صلى الله عليه وسلم بعث معلما قولا وفعلا ، فكانت الحال تطرأ عليه في بعض الأحوال ، والقصد فيه إعلام الأمة ما يجب عليهم عند حدوث تلك الحالة بهم بعده صلى الله عليه وسلم .