القول في تأويل قوله تعالى : ( ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ( 6 ) ) [ ص: 370 ]
يقول تعالى ذكره : ثم أدلناكم يا بني إسرائيل على هؤلاء القوم الذين وصفهم جل ثناؤه أنه يبعثهم عليهم ، وكانت تلك الإدالة والكرة لهم عليهم ، فيما ذكر في خبره أن السدي بني إسرائيل غزوهم ، وأصابوا منهم ، واستنقذوا ما في أيديهم منهم . وفي قول آخرين : إطلاق الملك الذي غزاهم ما في يديه من أسراهم ، ورد ما كان أصاب من أموالهم عليهم من غير قتال ، وفي قول ابن عباس الذي رواه عطية عنه هي إدالة الله إياهم من عدوهم جالوت حتى قتلوه ، وقد ذكرنا كل ذلك بأسانيده فيما مضى
( وأمددناكم بأموال وبنين ) يقول : وزدنا فيما أعطيناكم من الأموال والبنين .
وقوله ( وجعلناكم أكثر نفيرا ) يقول : وصيرناكم أكثر عدد نافر منهم . وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( وجعلناكم أكثر نفيرا ) : أي عددا ، وذلك في زمن داود .
حدثني موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسباط ، عن ( السدي وجعلناكم أكثر نفيرا ) يقول : عددا .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قالا قال ابن زيد ، في قوله ( ثم رددنا لكم الكرة عليهم ) لبني إسرائيل ، بعد أن كانت الهزيمة ، وانصرف الآخرون عنهم ( وجعلناكم أكثر نفيرا ) قال : جعلناكم بعد هذا أكثر عددا .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور عن معمر ، عن قتادة ( ثم رددنا لكم الكرة عليهم ) ثم رددت الكرة لبني إسرائيل .
حدثني محمد بن سنان القزاز ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن سفيان ، في قوله ( وأمددناكم بأموال وبنين ) قال : أربعة آلاف .