ثم بين الرؤيا بقوله عز وجل ( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله [ ص: 204 ] آمنين ) وتكلم العلماء في معنى "إن شاء الله" هنا لأن الاستثناء لا يكون في البشارة فيكون فيها فائدة إنما الاستثناء من المخلوقين؛ لأنهم لا يعرفون عواقب الأمور فقيل الاستثناء من آمنين . وقيل إنما حكي ما كان في الرؤيا وقيل خوطب الناس بما يعرفون ومن حسن ما فيه أن يكون الاستثناء لمن قتل منهم أو مات ، وقد زعم بعض أهل اللغة أن المعنى لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله . وزعم أنه مثل قوله ( وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين ) وأن مثله : ( وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ) . وهذا قول لا يعرج عليه ، ولا يعرف أحد من النحويين "إن" بمعنى "إذ" وإنما تلك "أن" فغلط وبينهما فصل في اللغة والأحكام عند الفقهاء والنحويين ( محلقين رءوسكم ومقصرين ) نصب على الحال ، وهي حال مقدرة . وزعم أنه يجوز "محلقون رؤوسكم ومقصرون" بمعنى بعضكم كذا وبعضكم كذا وأنشد : الفراء
وغودر البقل ملوي ومحصود