الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1765 - وعن ابن عباس قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=10359234مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقبور المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال : nindex.php?page=treesubj&link=24447السلام عليكم يا أهل القبور ، يغفر الله لنا ولكم ، أنتم سلفنا ونحن بالأثر " . رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، وقال : هذا حديث حسن غريب .
1765 - ( عن ابن عباس قال : مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقبور بالمدينة فأقبل عليهم ) أي على أهل القبور ، وفيه دلالة على أن المستحب في حال nindex.php?page=treesubj&link=24447السلام على الميت أن يكون وجهه لوجه الميت ، وأن يستمر كذلك في الدعاء أيضا ، وعليه عمل عامة المسلمين خلافا لما قاله ابن حجر : من أن السنة عندنا أنه حالة الدعاء يستقبل القبلة ، كما علم من أحاديث أخر في مطلق الدعاء ، اهـ وفيه أن كثيرا من مواضع الدعاء وقع استقباله - صلى الله عليه وسلم - لغير القبلة منها ما نحن فيه ، ومنها حالة الطواف والسعي ، ودخول المسجد ، وخروجه ، وحال الأكل والشرب ، وعيادة المريض ، وأمثال ذلك ، فيتعين أن يقتصر الاستقبال وعدمه على المورد إن وجد وإلا فخير المجالس ما استقبل القبلة كما ورد به الخبر ، وأما ما فعله بعض السلف بعد الزيارة النبوية من استقبال القبلة للأدعية فهو أمر زائد لا مسطور فيه للأئمة ( بوجهه ) . قال المظهر : واعلم أن زيارة الميت كزيارته في حال حياته ، يستقبله بوجهه ، فإن كان في الحياة إذا زاره يجلس منه على البعد لكونه عظيم القدر فكذلك في زياراته يقف ، أو يجلس على البعد منه ، وإن كان يجلس منه على القرب في حياته ، كذلك يجلس بقربه إذا زاره اهـ وإذا زاره يقرأ فاتحة الكتاب و " nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قل هو الله أحد " ثلاث مرات ، ثم يدعو له ، ولا يمسحه ولا يقبله ، فإن ذلك من عادة النصارى ، وقال بعض العلماء : لا بأس بتقبيل قبر الوالدين .
[ ص: 1258 ] ( فقال : nindex.php?page=treesubj&link=24447السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم ) قدم مغفرة الله له على مغفرته للميت إعلاما بتقدم دعاء الحي على الميت ، والحاضر على الغائب ( أنتم سلفنا ) بفتحتين ، في النهاية : هو من سلف المال كأن أسلفه ، وجعله ثمنا للأجر على الصبر عليه ، وقيل : سلف إنسان من تقدمه بالموت من الآباء وذوي القرابة ، ولذا سمي الصدر الأول من التابعين بالسلف الصالح اهـ وتعقبه ابن حجر : بأن الصدر الأول من الصحابة والتابعين وتابعيهم هم السلف الصالح اهـ وهو مردود بأنه لا مشاحة للاصطلاح ، والصحابة مخصوصون بالنسبة الشريفة ، والسلف الصالح لا شك أنهم التابعون ، والخلف الصالح هم التبع ، والمصنف جعل في أول الكتاب السلف عبارة عن الصحابة لأنهم السلف حقيقة ، والخلف من بعدهم من التابعين ، وأتباعهم ، ووهم ابن حجر هناك فنبهت على ذلك ( ونحن بالأثر ) بفتحتين ، وفي نسخة بكسر الهمزة وسكون المثلثة ، يعني : تابعون لكم ، من ورائكم لاحقون بكم ( رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، وقال : هذا حديث حسن غريب ) .