ويوم يعرض الذين كفروا على النار أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون
موقع هذا الكلام أن ، فلما ذكر في الآية التي قبلها الاستدلال على إمكان البعث ، أعقب بما [ ص: 66 ] يحصل لهم يوم البعث جمعا بين الاستدلال والإنذار ، وذكر من ذلك ما يقال لهم مما لا مندوحة لهم عن الاعتراف بخطئهم جمعا بين ما رد به في الدنيا من قوله " قالوا " وما يردون في علم أنفسهم يوم الجزاء بقولهم بلى وربنا . عرض المشركين على النار من آثار الجزاء الواقع بعد البعث
والجملة عطف على جملة أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض إلخ . وأول الجملة المعطوفة قوله أليس هذا بالحق لأنه مقول فعل قول محذوف تقديره : ويقال للذين كفروا يوم يعرضون على النار .
وتقديم الظرف على عامله للاهتمام بذكر ذلك اليوم لزيادة تقريره في الأذهان .
وذكر الذين كفروا إظهار في مقام الإضمار للإيماء بالموصول إلى علة بناء الخبر ، أي يقال لهم ذلك لأنهم كفروا .
والإشارة إلى عذاب النار بدليل قوله بعد قال فذوقوا العذاب .
والحق : الثابت .
والاستفهام تقريري وتنديم على ما كانوا يزعمون أن الجزاء باطل وكذب ، وقالوا وما نحن بمعذبين ، وإنما أقسموا على كلامهم بقسم " وربنا " قسما مستعملا في الندامة والتغليط لأنفسهم وجعلوا المقسم به بعنوان الرب تحننا وتخضعا . وفرع على إقرارهم فذوقوا العذاب . والذوق مجاز في الإحساس . والأمر مستعمل في الإهانة .