وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين
وسارعوا بادروا وأقبلوا. إلى مغفرة من ربكم إلى ما يستحق به المغفرة، كالإسلام والتوبة والإخلاص. وقرأ نافع سارعوا بلا واو. وابن عامر وجنة عرضها السماوات والأرض أي عرضها كعرضهما، وذكر العرض للمبالغة في وصفها بالسعة على طريقة التمثيل، لأنه دون الطول. وعن كسبع سماوات وسبع أرضين لو وصل بعضها ببعض، ابن عباس أعدت للمتقين هيئت لهم، وفيه دليل على أن وإنها خارجة عن هذا العالم. الجنة مخلوقة
الذين ينفقون صفة مادحة للمتقين، أو مدح منصوب أو مرفوع. في السراء والضراء في حالتي الرخاء والشدة، أو الأحوال كلها إذ الإنسان لا يخلو عن مسرة أو مضرة، أي لا يخلون في حال ما بإنفاق ما قدروا عليه من قليل أو كثير، والكاظمين الغيظ الممسكين عليه الكافين عن إمضائه مع القدرة، من كظمت القربة إذا ملأتها وشددت رأسها.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم «من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا.
والعافين عن الناس التاركين عقوبة من استحقوا مؤاخذته، وعن النبي عليه الصلاة والسلام: «إن هؤلاء في أمتي قليل إلا من عصم الله». وقد كانوا كثيرا في الأمم التي مضت. والله يحب المحسنين يحتمل الجنس ويدخل تحته هؤلاء، والعهد فتكون الإشارة إليهم.