وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين
وما أصابكم رجوع إلى خطاب المؤمنين إثر خطابه عليه السلام بسر يقتضيه ، وإرشاد لهم إلى طريق الحق فيما سألوا عنه وبيان لبعض ما فيه من الحكم والمصالح ودفع لما عسى أن يتوهم من قوله تعالى: هو من عند أنفسكم من استقلالهم في وقوع الحادثة ، والعدول عن الإضمار إلى ما ذكر للتهويل وزيادة التقرير ببيان وقته بقوله تعالى: يوم التقى الجمعان أي: جمعكم وجمع المشركين. فبإذن الله أي: فهو كائن بقضائه وتخليته الكفار سمي ذلك إذنا لكونها من لوازمه. وليعلم المؤمنين عطف على قوله تعالى: فبإذن الله عطف المسبب على السبب، والمراد بالعلم التمييز والإظهار فيما بين الناس.