[ ص: 506 ] السلطان
صاحب العراق ، الملك غياث الدين أبو شجاع محمد بن السلطان ملكشاه بن ألب أرسلان ، التركي السلجوقي .
لما مات أبوه في سنة ( 485 ) ، اقتسموا الأقاليم ، فكان بركياروق هو المشار إليه ، ثم قدم أخواه محمد وسنجر ، فجلس لهما ، وسلطن المستظهر بالله محمدا ، وألبس سبع خلع ، وتاجا ، وطوقا ، وسوارين ، وعقد له لواء السلطنة بيده ، وقلده سيفين ، ثم خلع على سنجر قريبا منه ، وقطع خطبة أخيهما بركياروق في سنة خمس وتسعين ، فتحرك بركياروق ، وحشد وجمع ، وجرى بينه وبين محمد خمس مصافات ، ثم عظم شأن محمد ، وتفرد بالسلطنة ، ودانت له البلاد ، وكان أخوه يخطب له بخراسان ، وقد كان محمد فحل آل سلجوق ، وله بر في الجملة ، وحسن سيرة مشوبة ، فمن عدله أنه أبطل ببغداد المكس والضرائب ومنع من استخدام يهودي أو نصراني ، وكسا في نهار .
[ ص: 507 ] أربعمائة فقير ، وكان قد كف مماليكه عن الظلم ، ودخل يوما إلى قبة أبي حنيفة ، وأغلق على نفسه يصلي ويدعو . وقيل : إنه خلف من الذهب العين أحد عشر ألف ألف دينار .
ومات معه في العام صاحب قسطنطينية ، وصاحب القدس بغدوين ، لعنهما الله .
وقد حارب الإسماعيلية ، وأباد منهم ، وأخذ منهم قلعة أصبهان ، وقتل ابن غطاش ملكهم ثم تعلل مدة ، ومات في آخر سنة إحدى عشرة وخمسمائة بأصبهان ، ودفن بمدرسة كبيرة له ، وخلف أموالا لا تحصى ، وقد تزوج المقتفي بابنته فاطمة وعاش ثمانيا وثلاثين سنة ، وتسلطن بعده ابنه محمود .