أبو مدين
شعيب بن حسين الأندلسي الزاهد ، شيخ أهل المغرب كان من أهل حصن منتوجت من عمل إشبيلية . جال وساح ، واستوطن بجاية مدة ، ثم تلمسان .
[ ص: 220 ] ذكره الأبار بلا تاريخ وفاة ، وقال كان من أهل العمل والاجتهاد ، منقطع القرين في العبادة والنسك . قال : وتوفي بتلمسان في نحو التسعين وخمسمائة وكان آخر كلامه : الله الحي ، ثم فاضت نفسه .
قال محيي الدين بن العربي : كان أبو مدين سلطان الوارثين ، وكان جمال الحفاظ عبد الحق الأزدي قد آخاه ببجاية ، فإذا دخل عليه ويرى ما أيده الله به ظاهرا وباطنا ، يجد في نفسه حالة سنية لم يكن يجدها قبل حضور مجلس أبي مدين ، فيقول عند ذلك : هذا وارث على الحقيقة .
قال محيي الدين : كان أبو مدين يقول : من علامات صدق المريد في بدايته انقطاعه عن الخلق ، وفراره ، ومن علامات صدق فراره عنهم وجوده للحق ، ومن علامات صدق وجوده للحق رجوعه إلى الخلق ، فأما قول : لو وصلوا ما رجعوا ، فليس بمناقض لقول أبي سليمان الداراني أبي مدين ، فإن أبا مدين عنى رجوعهم إلى إرشاد الخلق ، والله أعلم .