قوم : القيام : نقيض الجلوس قام يقوم قوما وقياما وقومة وقامة ، والقومة المرة الواحدة ، قال : قال عبد لرجل أراد أن يشتريه : لا تشترني فإني إذا جعت أبغضت قوما وإذا شبعت أحببت نوما ، أي : أبغضت قياما من موضعي ، قال : ابن الأعرابي
قد صمت ربي فتقبل صامتي وقمت ليلي فتقبل قامتي أدعوك يا رب من النار التي
أعددت للكفار في القيامة
قد قمت ليلي فتقبل قومتي وصمت يومي فتقبل صومتي
قل للإمام المقتدى بأمه ما قاسم دون مدى ابن أمه
فقد رضيناه فقم فسمه
نبئت حصنا وحيا من بني أسد قاموا فقالوا حمانا غير مقروب
علاما قام يشتمني لئيم كخنزير تمرغ في رماد
لدى باب هند إذ تجرد قائما
، ومنه قوله تعالى : وأنه لما قام عبد الله يدعوه ، أي : لما عزم . وقوله تعالى : إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض ، أي : عزموا فقالوا ، قال : وقد يجيء القيام بمعنى المحافظة والإصلاح ، ومنه قوله تعالى : الرجال قوامون على النساء ، وقوله تعالى : إلا ما دمت عليه قائما ، أي : ملازما محافظا . ويجيء القيام بمعنى الوقوف والثبات . يقال للماشي : قف لي ، أي : تحبس مكانك حتى آتيك ، وكذلك : قم لي ، بمعنى : قف لي ، وعليه فسروا قوله سبحانه : وإذا أظلم عليهم قاموا ، قال أهل اللغة والتفسير : قاموا هنا بمعنى وقفوا وثبتوا في مكانهم غير متقدمين ولا متأخرين ، ومنه التوقف في الأمر ، وهو الوقوف عنده من غير مجاوزة له ، ومنه الحديث : المؤمن وقاف متأن ، وعلى ذلك قول الأعشى :كانت وصاة وحاجات لها كفف لو أن صحبك إذ ناديتهم وقفوا
يظل بها الهادي يقلب طرفه يعض على إبهامه ، وهو واقف
أتعرف بالغرين دارا تأبدت من الحي واستنت عليها العواصف
وقفت بها لا قاضيا لي لبانة ولا أنا عنها مستمر فصارف
وكذا الكريم إذا أقام ببلدة سال النضار بها وقام الماء
أصلي الغداة قومتين والمغرب ثلاث قومات ، وكذلك قال في الصلاة .
والمقام : موضع القدمين ، قال :
هذا مقام قدمي رباح غدوة حتى دلكت براح
عفت الديار محلها فمقامها بمنى تأبد غولها فرجامها
قوما تجوبان مع الأنواح
وقوله :يوم أديم بقة الشريم أفضل من يوم احلقي وقومي
فهم صرفوكم حين جزتم عن الهدى بأسيافهم حتى استقمتم على القيم
وقام ميزان النهار فاعتدل
والقوام : العدل ، قال تعالى : وكان بين ذلك قواما ، وقوله تعالى : إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ، قال : معناه للحالة التي هي أقوم الحالات ، وهي توحيد الله ، وشهادة أن لا إله إلا الله ، والإيمان برسله ، والعمل بطاعته . وقومه هو واستعمل الزجاج أبو إسحاق ذلك في الشعر ، فقال : استقام الشعر اتزن . وقوم درأه : أزال عوجه ، عن اللحياني ، وكذلك أقامه ، قال :أقيموا بني النعمان عنا صدوركم وإلا تقيموا صاغرين الرءوسا
أما تريني اليوم ذا رثيه فقد أروح غير ذي رذيه
صلب القناة سلهب القوميه
أيام كنت حسن القوميه صلب القناة سلهب القوسيه
فتم من قوامها قومي
ويقال : فلان ذو قومية على ماله وأمره . وتقول : هذا الأمر لا قومية له ، أي : لا قوام له . والقوم : القصد ، قال رؤبة :واتخذ الشد لهن قوما
وقاومه في المصارعة وغيرها . وتقاوموا في الحرب ، أي : قام بعضهم لبعض . وقوام الأمر ، بالكسر : نظامه وعماده . أبو عبيدة : هو قوام أهل بيته وقيام أهل بيته ، وهو الذي يقيم شأنهم من قوله تعالى : ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما ، وقال : قرئت جعل الله لكم قياما وقيما ، ويقال : هذا قوام الأمر وملاكه الذي يقوم به ، قال الزجاج لبيد :أفتلك أم وحشية مسبوعة خذلت وهادية الصوار قوامها
وكل من ثبت على شيء وتمسك به فهو قائم عليه ، وقال تعالى : ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة إنما هو من المواظبة على الدين والقيام به . الفراء : القائم المتمسك بدينه ثم ذكر هذا الحديث ، وقال الفراء : أمة قائمة ، أي : متمسكة بدينها . وقوله عز وجل : لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ، أي : مواظبا ملازما ، ومنه قيل في الكلام للخليفة : هو القائم بالأمر ، وكذلك فلان قائم بكذا إذا كان حافظا له متمسكا به ، قال : والقائم على الشيء الثابت عليه ، وعليه قوله تعالى : ابن بري من أهل الكتاب أمة قائمة ، أي : مواظبة على الدين ثابتة . يقال : قام فلان على الشيء إذا ثبت عليه وتمسك به ، ومنه الحديث : ، أي : دوموا لهم في الطاعة واثبتوا عليها ما داموا على الدين وثبتوا على الإسلام . يقال : قام واستقام ، كما يقال : أجاب واستجاب ، قال استقيموا لقريش ما استقاموا لكم فإن لم يفعلوا فضعوا سيوفكم على عواتقكم فأبيدوا خضراءهم الخطابي : الخوارج ومن يرى رأيهم يتأولونه على الخروج على الأئمة ، ويحملون قوله ما استقاموا لكم على العدل في السيرة ، وإنما الاستقامة هاهنا الإقامة على الإسلام ، ودليله في حديث آخر : ، وحديثه الآخر : سيليكم أمراء تقشعر منهم الجلود وتشمئز منهم القلوب قالوا : يا رسول الله أفلا نقاتلهم ، قال : لا ما أقاموا الصلاة ، ومنه الحديث : الأئمة من قريش أبرارها أمراء أبرارها وفجارها أمراء فجارها ، أي : دام وثبت ، والحديث الآخر : لو لم تكله لقام لكم والحديث الآخر : لو تركته ما زال قائما . وقائم السيف : مقبضه ، وما سوى ذلك فهو قائمة نحو قائمة الخوان والسرير والدابة . وقوائم الخوان ونحوها : ما قامت عليه . ما زال يقيم لها أدمها الجوهري : قائم السيف وقائمته مقبضه . والقائمة : واحدة قوائم الدواب . وقوائم الدابة : أربعها وقد يستعار ذلك في الإنسان ، وقول يصف السيوف : الفرزدق
إذا هي شيمت فالقوائم تحتها وإن لم تشم يوما علتها القوائم
لما رأيت أنها لا قامه وأنني موف على السآمه
نزعت نزعا زعزع الدعامه
ومشى تشبه أقرابه ثوب سحل فوق أعواد قام
يا سعد غم الماء ورد يدهمه يوم تلاقى شاؤه ونعمه
واختلفت أمراسه وقيمه
لما رأيت أنها لا قامه
قال : قال أبو علي : ذهب ثعلب إلى أن قامة في البيت جمع قائم ، مثل بائع وباعة ، كأنه أراد : لا قائمين على هذا الحوض يسقون منه ، قال : ومثله فيما ذهب إليه : الأصمعيوقامتي ربيعة بن كعب حسبك أخلاقهم وحسبي
وإني لابن سادات كرام عنهم سدت
وإني لابن قامات كرام عنهم قمت
نزعت نزعا زعزع الدعامه
والدعامة إنما تكون للبكرة ، فإن لم تكن بكرة فلا دعامة ولا زعزعة لها ، قال : وشاهد القامة للبكرة قول الراجز : ابن بريإن تسلم القامة والمنين تمس وكل حائم عطون
قوداء ترمد من غمزي لها مرطى كأن هاديها قام على بير
ألا يا ابنة الأخيار من آل جعفر لقد ساقنا من حينا هجمتاهما
أسيود مثل الهر لا در دره وآخر مثل القرد لا حبذا هما
يشينان وجه الأرض إن يمشيا بها ونخزى إذا ما قيل : من قيماهما
إذا مت فانعيني بما أنا أهله وشقي علي الجيب يا ابنة معبد
فهم ضربوكم حين جرتم عن الهدى بأسيافهم حتى استقمتم على القيم
وأشهد أنك عند الملي ك أرسلت حقا بدين قيم
رأس قوام الدين وابن رأس
وإذا أصاب البرد شجرا أو نبتا فأهلك بعضا وبقي بعض ، قيل : منها هامد ومنها قائم . الجوهري : وقومت الشيء فهو قويم ، أي : مستقيم ، وقولهم : ما أقومه شاذ ، قال : يعني كان قياسه أن يقال فيه ما أشد تقويمه ; لأن تقويمه زائد على الثلاثة ، وإنما جاز ذلك لقولهم : قويم ، كما قالوا ما أشده وما أفقره ، وهو من اشتد وافتقر لقولهم شديد وفقير ، قال : ويقال ما زلت أقاوم فلانا في هذا الأمر ، أي : أنازله . وفي الحديث : ابن بري ، قال من جالسه أو قاومه في حاجة صابره ابن الأثير : قاومه فاعله من القيام ، أي : إذا قام معه ليقضي حاجته صبر عليه إلى أن يقضيها . وفي الحديث : ، أي : من تمامها وكمالها ، قال : فأما قوله قد قامت الصلاة ، فمعناه : قام أهلها ، أو حان قيامهم . وفي حديث تسوية الصف من إقامة الصلاة عمر : في العين القائمة ثلث الدية ، هي الباقية في موضعها صحيحة ، وإنما ذهب نظرها وإبصارها . وفي حديث أبي الدرداء : رب قائم مشكور له ونائم مغفور له ، أي : رب متهجد يستغفر لأخيه النائم فيشكر له فعله ويغفر للنائم بدعائه . وفلان أقوم كلاما من فلان ، أي : أعدل كلاما . والقوم : الجماعة من الرجال والنساء جميعا ، وقيل : هو للرجال خاصة دون النساء ، ويقوي ذلك قوله تعالى : لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ، أي : رجال من رجال ، ولا نساء من نساء ، فلو كانت النساء من القوم لم يقل ولا نساء من نساء ، وكذلك قول زهير :وما أدري وسوف إخال أدري أقوم آل حصن أم نساء
فإن يعذر القلب العشية في الصبا فؤادك ، لا يعذرك فيه الأقاوم
من مبلغ عمرو بن لأ ي حيث كان من الأقاوم
وفيها من عباد الله قوم ملائك ذللوا ، وهم صعاب
فأيي ما وأيك كان شرا فقيد إلى المقامة لا يراها
ومقامة غلب الرقاب كأنهم جن لدى باب الحصير قيام
وفيهم مقامات حسان وجوههم وأندية ينتابها القول والفعل