الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      عبيد الله بن موسى ، وغيره : حدثنا إسرائيل ، عن المقدام بن شريح عن أبيه ، عن سعد قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن ستة ، فقال المشركون : اطرد هؤلاء عنك فلا يجترئون علينا ، وكنت أنا ، وابن مسعود ، ورجل من هذيل ، ورجلان نسيت اسمهما ، لوقع في نفس النبي - صلى الله عليه وسلم - ما شاء الله ، وحدث به نفسه ، فأنزل الله تعالى : ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي .

                                                                                      رواه قبيصة ، عن الثوري ، عن المقدام .

                                                                                      ابن إسحاق : حدثني يحيى بن عروة بن الزبير ، عن أبيه قال : أول من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن مسعود .

                                                                                      أبو بكر : عن عاصم ، عن زر قال : أول من قرأ آية عن ظهر قلبه عبد الله بن مسعود . [ ص: 467 ]

                                                                                      قلت : هذا مؤول ، فقد صلى قبل عبد الله جماعة بالقرآن .

                                                                                      أبو داود في " سننه " : حدثنا أبو سلمة ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - آخى بين الزبير وابن مسعود .

                                                                                      وروى مثله سفيان بن حسين ، عن يعلى بن مسلم ، عن أبي الشعثاء ، عن ابن عباس ، رواه الحاكم في " مستدركه " .

                                                                                      وفيه لمجاهد ، عن عبد الله بن سخبرة قال : رأيت ابن مسعود آدم ، لطيف الجسم ، ضعيف اللحم .

                                                                                      قلت : أكثر من آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهم مهاجري وأنصاري .

                                                                                      قال موسى بن عقبة : وممن قدم من مهاجرة الحبشة ، الهجرة الأولى إلى مكة ، على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن مسعود ، ثم هاجر إلى المدينة .

                                                                                      يحيى الحماني : حدثنا يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن عكرمة ، قال ابن عباس : ما بقي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد إلا أربعة ، أحدهم ابن مسعود .

                                                                                      شعبة : عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص سمعت أبا مسعود وأبا موسى [ ص: 468 ] حين مات عبد الله بن مسعود ، وأحدهما يقول لصاحبه : أتراه ترك بعده مثله ؟ قال : لئن قلت ذاك ، لقد كان يؤذن له إذا حجبنا ويشهد إذا غبنا . يحيى ، عن قطبة ، عن الأعمش ، عن مالك بن الحارث ، عن أبي الأحوص بنحوه .

                                                                                      وأخرج البخاري والنسائي من حديث أبي موسى قال : قدمت أنا وأخي من اليمن ، فمكثنا حينا ، وما نحسب ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - لكثرة دخولهم وخروجهم عليه .

                                                                                      الأعمش : عن أبي عمرو الشيباني ، عن أبي موسى قال : والله لقد رأيت عبد الله وما أراه إلا عبد آل محمد - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                                      حدثنا السلفي : حدثنا الثقفي أنبأنا ابن بشران ، أنبأنا محمد بن عمرو ، حدثنا محمد بن عبد الجبار ، حدثنا حفص بن غياث ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن إبراهيم بن سويد ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن عبد الله ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا عبد الله ، إذنك علي أن ترفع الحجاب ، وتسمع سوادي حتى أنهاك . [ ص: 469 ]

                                                                                      رواه الثوري ، وزائدة ، عن الحسن بن عبيد الله . وفي لفظ : أن ترفع الستر ، وأن تستمع سوادي .

                                                                                      ورواه سفيان بن عيينة عن عمرو ، عن رجل سماه ، عن إبراهيم بن سويد ، عن عبد الله . وهذا منقطع . وكذا رواه ابن مهدي ، عن سفيان ، عن الحسن . والسواد : السرار ، وقيل : المحادثة .

                                                                                      وفي " مسند أحمد " من طريق ابن عون ، عن عمرو بن سعيد ، عن حميد بن عبد الرحمن قال : قال ابن مسعود : كنت لا أحبس عن النجوى وعن كذا ، وعن كذا .

                                                                                      وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال : كان ابن مسعود صاحب سواد رسول الله - يعني سره - ووساده - يعني فراشه - وسواكه ، ونعليه ، وطهوره . وهذا يكون في السفر .

                                                                                      ابن سعد : حدثنا أبو نعيم ، حدثنا المسعودي ، عن القاسم بن عبد الرحمن قال : كان عبد الله يلبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعليه ، ثم يمشي أمامه بالعصا ، حتى إذا أتى مجلسه ، نزع نعليه ، فأدخلهما في ذراعه ، وأعطاه العصا ، وكان يدخل الحجرة أمامه بالعصا . [ ص: 470 ]

                                                                                      المسعودي : عن عياش العامري ، عن عبد الله بن شداد قال : كان عبد الله صاحب الوساد والسواك والنعلين .

                                                                                      الأعمش : عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : لما نزلت ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح الآية ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قيل لي : أنت منهم رواه مسلم .

                                                                                      منصور والأعمش : عن أبي وائل قال : كنت مع حذيفة ، فجاء ابن مسعود ، فقال حذيفة : إن أشبه الناس هديا ودلا وقضاء وخطبة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حين يخرج من بيته ، إلى أن يرجع ، لا أدري ما يصنع في أهله لعبد الله بن مسعود ، ولقد علم المتهجدون من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أن عبد الله من أقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة .

                                                                                      لفظ منصور ، كذا قال المتهجدون ولعله المجتهدون .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية