الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5421 حدثني nindex.php?page=showalam&ids=15241عبد الله بن محمد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16553عثمان بن عمر حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما nindex.php?page=hadith&LINKID=655312أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=treesubj&link=23997_32161_24000_33393لا عدوى ولا طيرة والشؤم في ثلاث في المرأة والدار والدابة
قوله ( باب nindex.php?page=treesubj&link=27513الطيرة ) بكسر المهملة وفتح التحتانية وقد تسكن ، هي التشاؤم بالشين ، وهو مصدر تطير مثل تحير حيرة . قال بعض أهل اللغة لم يجئ من المصادر هكذا غير هاتين ، وتعقب بأنه سمع طيبة ، وأورد بعضهم التولة وفيه نظر ، nindex.php?page=treesubj&link=24002وأصل التطير أنهم كانوا في الجاهلية يعتمدون على الطير فإذا خرج أحدهم لأمر فإن رأى الطير طار يمنة تيمن به واستمر ، وإن رآه طار يسرة تشاءم به ورجع ، وربما كان أحدهم يهيج الطير ليطير فيعتمدها ، فجاء الشرع بالنهي عن ذلك ، وكانوا يسمونه السانح بمهملة ثم نون ثم حاء مهملة ، والبارح بموحدة وآخره مهملة ، فالسانح ما ولاك ميامنه بأن يمر عن يسارك إلى يمينك ، والبارح بالعكس . وكانوا يتيمنون بالسانح ويتشاءمون بالبارح ، لأنه لا يمكن رميه إلا بأن ينحرف إليه ، وليس في شيء من سنوح الطير وبروحها ما يقتضي ما اعتقدوه ، وإنما هو تكلف بتعاطي ما لا أصل له ، إذ لا نطق للطير ولا تمييز فيستدل بفعله على مضمون معنى فيه ، وطلب العلم من غير مظانه جهل من فاعله ، وقد كان بعض عقلاء الجاهلية ينكر التطير ويتمدح بتركه ، قال شاعر منهم :
ولقد غدوت وكنت لا أغدو على واق وحاتم فإذا الأشائم كالأيامن والأيامن كالأشائم
وقال آخر :
الزجر والطير والكهان كلهم مضللون ودون الغيب أقفال
وقال آخر : [ ص: 224 ]
وما عاجلات الطير تدني من الفتى نجاحا ، ولا عن ريثهن قصور
وقال آخر :
لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى ولا زاجرت الطير ما الله صانع
وقال آخر :
تخير طيرة فيها زياد لتخبره وما فيها خبير تعلم إنه لا طير إلا على متطير وهو الثبور بلى شيء يوافق بعض شيء أحايينا ، وباطله كثير
وكان أكثرهم يتطيرون ويعتمدون على ذلك ويصح معهم غالبا لتزيين الشيطان ذلك ، وبقيت من ذلك بقايا في كثير من المسلمين . وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في صحيحه من حديث أنس رفعه " nindex.php?page=hadith&LINKID=842344لا طيرة ، والطيرة على من تطير " وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أمية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " nindex.php?page=hadith&LINKID=842345ثلاثة لا يسلم منهن أحد : الطيرة ، والظن ، والحسد . فإذا تطيرت فلا ترجع ، وإذا حسدت فلا تبغ ، وإذا ظننت فلا تحقق " وهذا مرسل أو معضل ، لكن له شاهد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " الشعب " وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي بسند لين عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رفعه " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503860إذا تطيرتم فامضوا ، وعلى الله فتوكلوا " وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء رفعه " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503861لن ينال الدرجات العلا من تكهن ، أو استقسم ، أو رجع من سفر تطيرا " ورجاله ثقات ، إلا أنني أظن أن فيه انقطاعا وله شاهد عن عمران بن حصين وأخرجه البزار في أثناء حديث بسند جيد ، وأخرج أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وصححه هو nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان عن ابن مسعود رفعه " nindex.php?page=hadith&LINKID=842346الطيرة شرك ، وما منا إلا تطير ، ولكن الله يذهبه بالتوكل " وقوله " وما منا إلا " من كلام ابن مسعود أدرج في الخبر ، وقد بينه سليمان بن حرب شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيما حكاه الترمذي عن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عنه ، وإنما جعل ذلك شركا لاعتقادهم أن ذلك يجلب نفعا أو يدفع ضرا ، فكأنهم أشركوه مع الله - تعالى - ، وقوله " nindex.php?page=hadith&LINKID=842347ولكن الله يذهبه بالتوكل " إشارة إلى أن من وقع له فسلم لله ولم يعبأ بالطيرة أنه لا يؤاخذ بما عرض له من ذلك . وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " الشعب " من حديث عبد الله بن عمرو موقوفا " nindex.php?page=hadith&LINKID=842348من عرض له من هذه الطيرة شيء فليقل : اللهم لا طير إلا طيرك ، ولا خير إلا خيرك ، ولا إله غيرك " .
قوله : ( لا عدوى ، ولا طيرة ، والشؤم في ثلاث ) قد تقدم شرح هذا الحديث وبيان اختلاف الرواة في سياقه في كتاب الجهاد ، والتطير والتشاؤم بمعنى واحد ، فنفى أولا بطريق العموم كما نفى العدوى ، ثم أثبت الشؤم في الثلاثة المذكورة ، وقد ذكرت ما قيل في ذلك هناك . وقد وقع في حديث nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص عند أبي داود بلفظ " وإن كانت الطيرة في شيء " الحديث .