nindex.php?page=treesubj&link=28985_19647_28752_31791_34092_34163nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=11قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون nindex.php?page=treesubj&link=28985_19647_19881_31780_31788nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=12وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=11إن نحن إلا بشر مثلكم : تسليم لقولهم، وأنهم بشر مثلهم، يعنون: أنهم مثلهم في البشرية وحدها، فأما ما وراء ذلك فما كانوا مثلهم، ولكنهم لم يذكروا فضلهم تواضعا
[ ص: 368 ] منهم، واقتصروا على قولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=11ولكن الله يمن على من يشاء من عباده : بالنبوة، لأنه قد علم أنه لا يختصهم بتلك الكرامة إلا وهم أهل لاختصاصهم بها، لخصائص فيهم قد استأثروا بها على أبناء جنسهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=11إلا بإذن الله : أرادوا أن الإتيان بالآية التي اقترحتموها ليس إلينا ولا في استطاعتنا، وما هو إلا أمر يتعلق بمشيئة الله،
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=11وعلى الله فليتوكل المؤمنون : أمر منهم للمؤمنين كافة بالتوكل، وقصدوا به أنفسهم قصدا أوليا وأمروها به، كأنهم قالوا: ومن حقنا أن نتوكل على الله في الصبر على معاندتكم ومعاداتكم وما يجري علينا منكم، ألا ترى إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=12وما لنا ألا نتوكل على الله : ومعناه: وأي عذر لنا في أن لا نتوكل عليه،
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=12وقد هدانا : وقد فعل بنا ما يوجب توكلنا عليه، وهو التوفيق لهداية كل واحد منا سبيله الذي يجب عليه سلوكه في الدين.
فإن قلت: كيف كرر الأمر بالتوكل ؟
قلت: الأول لاستحداث التوكل، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=12فليتوكل المتوكلون معناه: فليثبت المتوكلون على ما استحدثوا من توكلهم وقصدهم إلى أنفسهم على ما تقدم.
nindex.php?page=treesubj&link=28985_19647_28752_31791_34092_34163nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=11قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مَنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهَ وَعَلَى اللَّهَ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28985_19647_19881_31780_31788nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=12وَمَا لَنَا أَلا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=11إِنْ نَحْنُ إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ : تَسْلِيمٌ لِقَوْلِهِمْ، وَأَنَّهُمْ بَشَرٌ مِثْلُهُمْ، يَعْنُونَ: أَنَّهُمْ مِثْلُهُمْ فِي الْبَشَرِيَّةِ وَحْدَهَا، فَأَمَّا مَا وَرَاءَ ذَلِكَ فَمَا كَانُوا مِثْلَهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَذْكُرُوا فَضْلَهُمْ تَوَاضُعًا
[ ص: 368 ] مِنْهُمْ، وَاقْتَصَرُوا عَلَى قَوْلِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=11وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مَنْ عِبَادِهِ : بِالنُّبُوَّةِ، لِأَنَّهُ قَدْ عُلِمَ أَنَّهُ لَا يَخْتَصُّهُمْ بِتِلْكَ الْكَرَامَةِ إِلَّا وَهُمْ أَهْلٌ لِاخْتِصَاصِهِمْ بِهَا، لِخَصَائِصَ فِيهِمْ قَدِ اسْتَأْثَرُوا بِهَا عَلَى أَبْنَاءِ جِنْسِهِمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=11إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ : أَرَادُوا أَنَّ الْإِتْيَانَ بِالْآيَةِ الَّتِي اقْتَرَحْتُمُوهَا لَيْسَ إِلَيْنَا وَلَا فِي اسْتِطَاعَتِنَا، وَمَا هُوَ إِلَّا أَمْرٌ يَتَعَلَّقُ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=11وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ : أَمْرٌ مِنْهُمْ لِلْمُؤْمِنِينَ كَافَّةً بِالتَّوَكُّلِ، وَقَصَدُوا بِهِ أَنْفُسَهُمْ قَصْدًا أَوَّلِيًا وَأَمَرُوهَا بِهِ، كَأَنَّهُمْ قَالُوا: وَمِنْ حَقِّنَا أَنْ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ فِي الصَّبْرِ عَلَى مُعَانَدَتِكُمْ وَمُعَادَاتِكُمْ وَمَا يَجْرِي عَلَيْنَا مِنْكُمْ، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=12وَمَا لَنَا أَلا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ : وَمَعْنَاهُ: وَأَيُّ عُذْرِ لَنَا فِي أَنْ لَا نَتَوَكَّلَ عَلَيْهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=12وَقَدْ هَدَانَا : وَقَدْ فَعَلَ بِنَا مَا يُوجِبُ تَوَكُّلَنَا عَلَيْهِ، وَهُوَ التَّوْفِيقُ لِهِدَايَةِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا سَبِيلَهُ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ سُلُوكُهُ فِي الدِّينِ.
فَإِنْ قُلْتَ: كَيْفَ كَرَّرَ الْأَمْرَ بِالتَّوَكُّلِ ؟
قُلْتُ: الْأَوَّلُ لِاسْتِحْدَاثِ التَّوَكُّلِ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=12فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ مَعْنَاهُ: فَلْيَثْبُتِ الْمُتَوَكِّلُونَ عَلَى مَا اسْتَحْدَثُوا مِنْ تَوَكُّلِهِمْ وَقَصْدِهِمْ إِلَى أَنْفُسِهِمْ عَلَى مَا تَقَدَّمَ.