nindex.php?page=treesubj&link=28902فوائد الأمثال
1- الأمثال تبرز المعقول في صورة المحسوس الذي يلمسه الناس ، فيتقبله العقل ; لأن المعاني المعقولة لا تستقر في الذهن إلا إذا صيغت في صورة حسية قريبة الفهم ، كما ضرب الله مثلا لحال المنفق رياء ، حيث لا يحصل من إنفاقه على شيء من الثواب ، فقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=264فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا .
2- وتكشف الأمثال عن الحقائق ، وتعرض الغائب في معرض الحاضر كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس .
[ ص: 282 ] 3- وتجمع الأمثال المعنى الرائع في عبارة موجزة كالأمثال الكامنة والأمثال المرسلة في الآيات الآنفة الذكر .
4- ويضرب المثل للترغيب في الممثل حيث يكون الممثل به مما ترغب فيه النفوس ، كما ضرب الله مثلا لحال المنفق في سبيل الله حيث يعود عليه الإنفاق بخير كثير ، فقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=261مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم .
5- ويضرب المثل للتنكير حيث يكون الممثل به مما تكرهه النفوس ، كقوله تعالى في النهي عن الغيبة :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=12ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه .
6- ويضرب المثل لمدح الممثل كقوله تعالى في الصحابة :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار . وكذلك حال الصحابة فإنهم كانوا في بدء الأمر قليلا . ثم أخذوا في النمو حتى استحكم أمرهم . وامتلأت القلوب إعجابا بعظمتهم .
7- ويضرب المثل حيث يكون للممثل به صفة يستقبحها الناس ، كما ضرب الله مثلا لحال من آتاه الله كتابه ، فتنكب الطريق عن العمل به ، وانحدر في الدنايا منغمسا . فقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=175واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=176ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا .
[ ص: 283 ] 8- والأمثال أوقع في النفس ، وأبلغ في الوعظ ، وأقوى في الزجر ، وأقوم في الإقناع ، وقد أكثر الله تعالى الأمثال في القرآن للتذكرة والعبرة ، قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=27ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون . وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=43وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ، وضربها النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه ، واستعان بها الداعون إلى الله في كل عصر لنصرة الحق وإقامة الحجة ، ويستعين بها المربون ويتخذونها من وسائل الإيضاح والتشويق ، ووسائل التربية في الترغيب أو التنفير ، في المدح أو الذم .
nindex.php?page=treesubj&link=28902فَوَائِدُ الْأَمْثَالِ
1- الْأَمْثَالُ تُبْرِزُ الْمَعْقُولَ فِي صُورَةِ الْمَحْسُوسِ الَّذِي يَلْمِسُهُ النَّاسُ ، فَيَتَقَبَّلُهُ الْعَقْلُ ; لِأَنَّ الْمَعَانِيَ الْمَعْقُولَةَ لَا تَسْتَقِرُّ فِي الذِّهْنِ إِلَّا إِذَا صِيغَتْ فِي صُورَةٍ حِسِّيَّةٍ قَرِيبَةِ الْفَهْمِ ، كَمَا ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِحَالِ الْمُنْفِقِ رِيَاءً ، حَيْثُ لَا يَحْصُلُ مِنْ إِنْفَاقِهِ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الثَّوَابِ ، فَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=264فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا .
2- وَتَكْشِفُ الْأَمْثَالُ عَنِ الْحَقَائِقِ ، وَتَعْرِضُ الْغَائِبَ فِي مَعْرِضِ الْحَاضِرِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ .
[ ص: 282 ] 3- وَتَجْمَعُ الْأَمْثَالُ الْمَعْنَى الرَّائِعَ فِي عِبَارَةٍ مُوجَزَةٍ كَالْأَمْثَالِ الْكَامِنَةِ وَالْأَمْثَالِ الْمُرْسَلَةِ فِي الْآيَاتِ الْآنِفَةِ الذِّكْرِ .
4- وَيُضْرَبُ الْمَثَلُ لِلتَّرْغِيبِ فِي الْمُمَثَّلِ حَيْثُ يَكُونُ الْمُمَثَّلُ بِهِ مِمَّا تَرْغَبُ فِيهِ النُّفُوسُ ، كَمَا ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِحَالِ الْمُنْفِقِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَيْثُ يَعُودُ عَلَيْهِ الْإِنْفَاقُ بِخَيْرٍ كَثِيرٍ ، فَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=261مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ .
5- وَيُضْرَبُ الْمَثَلُ لِلتَّنْكِيرِ حَيْثُ يَكُونُ الْمُمَثَّلُ بِهِ مِمَّا تَكْرَهُهُ النُّفُوسُ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى فِي النَّهْيِ عَنِ الْغَيْبَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=12وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ .
6- وَيُضْرَبُ الْمَثَلُ لِمَدْحِ الْمُمَثَّلِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى فِي الصَّحَابَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ . وَكَذَلِكَ حَالُ الصَّحَابَةِ فَإِنَّهُمْ كَانُوا فِي بَدْءِ الْأَمْرِ قَلِيلًا . ثُمَّ أَخَذُوا فِي النُّمُوِّ حَتَّى اسْتَحْكَمَ أَمْرُهُمْ . وَامْتَلَأَتِ الْقُلُوبُ إِعْجَابًا بِعَظَمَتِهِمْ .
7- وَيُضْرَبُ الْمَثَلُ حَيْثُ يَكُونُ لِلْمُمَثَّلِ بِهِ صِفَةٌ يَسْتَقْبِحُهَا النَّاسُ ، كَمَا ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِحَالِ مَنْ آتَاهُ اللَّهُ كِتَابَهُ ، فَتَنَكَّبَ الطَّرِيقَ عَنِ الْعَمَلِ بِهِ ، وَانْحَدَرَ فِي الدَّنَايَا مُنْغَمِسًا . فَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=175وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=176وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا .
[ ص: 283 ] 8- وَالْأَمْثَالُ أَوْقَعُ فِي النَّفْسِ ، وَأَبْلَغُ فِي الْوَعْظِ ، وَأَقْوَى فِي الزَّجْرِ ، وَأَقْوَمُ فِي الْإِقْنَاعِ ، وَقَدْ أَكْثَرَ اللَّهُ تَعَالَى الْأَمْثَالَ فِي الْقُرْآنِ لِلتَّذْكِرَةِ وَالْعِبْرَةِ ، قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=27وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ . وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=43وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ ، وَضَرَبَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَدِيثِهِ ، وَاسْتَعَانَ بِهَا الدَّاعُونَ إِلَى اللَّهِ فِي كُلِّ عَصْرٍ لِنُصْرَةِ الْحَقِّ وَإِقَامَةِ الْحُجَّةِ ، وَيَسْتَعِينُ بِهَا الْمُرَبُّونَ وَيَتَّخِذُونَهَا مِنْ وَسَائِلِ الْإِيضَاحِ وَالتَّشْوِيقِ ، وَوَسَائِلِ التَّرْبِيَةِ فِي التَّرْغِيبِ أَوِ التَّنْفِيرِ ، فِي الْمَدْحِ أَوِ الذَّمِّ .