5409 - وعن - رضي الله عنه - قال : ابن المسيب عثمان - فلم يبق من أصحاب بدر أحد ، ثم وقعت الفتنة الثانية - يعني وقعت الفتنة الأولى - يعني مقتل الحرة - فلم يبق من أصحاب الحديبية أحد ، ثم وقعت الفتنة الثالثة فلم ترتفع وبالناس طباخ . رواه البخاري .
كتاب الفتن
التالي
السابق
5409 - ( وعن ) بفتح التحتية المشددة وقد تكسر : تابعي جليل ( قال : وقعت الفتنة الأولى - يعني ) هذا كلام الراوي عن ابن المسيب وتفسير لكلامه ، أي : يريد بالفتنة الأولى ( مقتل ابن المسيب عثمان - فلم يبق من أصحاب بدر أحد ) هذا كلام ، أي : إنهم ماتوا منذ قامت الفتنة بمقتل ابن المسيب عثمان إلى أن قامت الفتنة الأخرى بوقعة الحرة ، والحاصل أنهم ما ابتلوا بالفتنة مرتين ; لما صانهم الله ببركة غزوة بدر ، ( ثم وقعت الفتنة الثانية - يعني الحرة - ) ، في النهاية : هذه أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كثيرة ، كانت يزيد بن معاوية ، لما انتهب الوقعة المشهورة في الإسلام أيام المدينة عسكره من أهل الشام الذين ندبهم لقتال أهل المدينة من الصحابة والتابعين ، وأمر عليهم مسلم بن عقبة المري في ذي الحجة سنة ثلاثة وستين ، ( فلم يبق من أصحاب الحديبية ) بالتخفيف ويشدد ، أي : من أهل بيعة الرضوان ، ( أحد ، ثم وقعت الفتنة الثالثة ) لعلها ابن الزبير ، وما حصل له ولأهل مكة من الحجاج ، ( فلم ترتفع ) وفي نسخة : ولم ترتفع ( وبالناس طباخ ) أي : أحد ، وهو بفتح الطاء وتخفيض الباء الموحدة وبالخاء المعجمة ، على ما صرح به صاحب المشارق ، والمفهوم من النهاية ، فلا وجه لما ضبط في بعض النسخ من كسر الطاء ، نعم في القاموس الطباخ كسحاب وبضم : القوة والإحكام والسمن . قال فتنة الطيبي - رحمه الله : أصل الطباخ القوة والسمن ، ثم استعمل في غيره فقيل : فلان لا طباخ له ، أي : لا عقل له ولا خير عنده ، أراد أنها لم تبق في الناس من الصحابة أحدا ، فالمراد بالناس الصحابة ، فأل للعهد ، أو المراد بهم الكاملون في مرتبة الأنس ورتبة الإنس . ( رواه البخاري ) .