الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[فصل] وفي القرآن الاسم الأعظم على اختلاف الأقوال فيه ، فأخرج ابن أبي حاتم عن جابر بن زيد قال: اسم الله الأعظم هو الله ألا تراه يبدأ به قبل كل اسم؟! وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الدعاء عن الشعبي مثله ، وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس أن عثمان سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بسم الله الرحمن الرحيم فقال: "هو اسم من أسماء الله وما بينه وبين اسم الله الأكبر إلا كما بين سواد العين وبياضها من القرب" ، وأخرج الديلمي في مسند الفردوس من حديث ابن عباس مرفوعا "اسم الله الأعظم في ست آيات من آخر سورة الحشر" ، وأخرج الترمذي وغيره من حديث أسماء بنت يزيد مرفوعا "اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم وفاتحة آل عمران الله لا إله إلا هو الحي القيوم " ، وأخرج ابن ماجة من حديث القاسم عن أبي أمامة يرفعه: "الاسم الأعظم في ثلاثة سور: البقرة وآل عمران وطه" قال القاسم: فالتمسته فيها فعرفت أنه الحي القيوم ، وأخرج الطبراني من حديث ابن عباس مرفوعا "اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في هذه الآية من آل عمران قل اللهم مالك الملك إلى قوله: وترزق من تشاء بغير حساب وأخرج ابن جرير من حديث سعد مرفوعا "اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به [ ص: 305 ] أعطى: دعوة يونس بن متى" ، وأخرج ابن أبي حاتم عن كثير بن معبد قال: سألت الحسن عن اسم الله الأعظم قال: أما تقرأ القرآن؟ قول ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وأخرج الحاكم وأبو داود عن أنس أن رجلا قال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا قيوم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى" وهذه الأسماء في القرآن ، وأخرج الترمذي من حديث معاذ سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول يا ذا الجلال والإكرام ، فقال: "أستجيب لك فاسأل" ، وأخرج أبو داود وغيره عن بريدة أنه صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، فقال: "لقد سألت الله باسمه الأعظم" ، وأخرج الحاكم من حديث أبي الدرداء وابن عباس "اسم الله الأكبر رب رب" وأخرج ابن أبي الدنيا من حديث عائشة "إذا قال: العبد يا رب يا رب قال: الله لبيك عبدي سل تعط" وقال زين العابدين: الاسم الأعظم: الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ، وقال بعضهم: اللهم ، حكاه ابن ظفر ، وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال: "الم" هو اسم الله الأعظم.

التالي السابق


الخدمات العلمية