وقوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=25510_30532_30539_3295_34273_9012_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=2فسيحوا في الأرض أربعة أشهر والفاء هنا لتفصيل ما يكون بعد البراءة من العهد، فذكر سبحانه أنهم في أمان من القتال لمدة أربعة أشهر هي الأشهر الحرم، وكلمة
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=2فسيحوا في الأرض أي سيروا فيها آمنين من القتل والقتال، ولمدة أربعة أشهر، ولكن اعلموا أنكم لا تعجزون الله تعالى، فلا تحسبوا أنكم أمنتم إلى النهاية ولذا قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=2واعلموا أنكم غير معجزي الله [ ص: 3224 ] عن أن ينالكم عذابه في الدنيا والآخرة، فاطمئنوا فقط في أربعة الأشهر الحرم، وقد بينها النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر أنها ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان، وتلك الثلاثة الأولى أشهر الحج والذهاب إليه والأوبة منه، ورجب الذي بين جمادى الآخر وشعبان شهر عمرة، فإذا كان الله ترككم تسيحون في الأرض فلستم بمعجزي الله و
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=2وأن الله مخزي الكافرين أي منزل بهم الخزي بإنزال الهزيمة بهم، وإضعاف شوكتهم، وذهاب تطاولهم وسيطرتهم على البلاد العربية.
وإنه لكي تتجلى هذه الآيات نقتبس كلمة من الصحاح، والسورة تبين نزول هذه الآيات ومواقيت نزولها.
فتح النبي - صلى الله عليه وسلم -
مكة سنة ثمان، وأناب عنه في الحج هذا العام عتاب بن أسيد، وفي سنة تسع امتنع عن أن يحج بنفسه؛ لأن المشركين كانوا يحجون، وكانت
قريش يحجون عرايا، فلم يرد أن يراهم كذلك في الحج، وأناب
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر عنه في الحج هذا العام، وقد نزلت سورة براءة في شهر شوال من هذه السنة، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا أن يبلغهم أربعين آية من أولها، وقيل أقل من ذلك، فأتبع
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر nindex.php?page=showalam&ids=8عليا بها، فلما دنا علي من
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر وهو راكب العضباء ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع رغاءها فوقف وقال: هذه ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما لحق به علي قال
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر : أمير أم مأمور، قال علي: بل مأمور، فلما كان يوم التروية اليوم الثامن من ذي الحجة خطب
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ، وحدثهم عن مناسكهم، وقام
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه وقال: إني رسول رسول الله إليكم، فقالوا: بماذا، فقرأ عليهم ثلاثين أو أربعين آية.
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ثلاث عشرة آية، ثم قال: أمرت بأربع: ألا يقرب البيت بعد هذا العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا كل نفس مؤمنة، وأن يتمم إلى كل ذي عهد عهده.
[ ص: 3225 ] عندئذ قال من حضر من المشركين: يا
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، أبلغ ابن عمك أنا قد نبذنا العهد وراء ظهورنا، وأنه ليس بيننا وبينه عهد إلا طعن بالرماح وضرب بالسيوف.
وإن هذا يدل على أنهم ابتدأوا بنبذ العهد، وأن الله ورسوله عندما برأنا من العهد كانوا هم المبتدئين بالنبذ، فكانت البراءة من عهودهم مجاوبة لهم في نبذها، وأباح الله تعالى أن سيحوا في الأرض أربعة أشهر
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=3وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=25510_30532_30539_3295_34273_9012_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=2فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَالْفَاءُ هُنَا لِتَفْصِيلِ مَا يَكُونُ بَعْدَ الْبَرَاءَةِ مِنَ الْعَهْدِ، فَذَكَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُمْ فِي أَمَانٍ مِنَ الْقِتَالِ لِمُدَّةِ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ هِيَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ، وَكَلِمَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=2فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَيْ سِيرُوا فِيهَا آمَنِينَ مِنَ الْقَتْلِ وَالْقِتَالِ، وَلِمُدَّةِ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، وَلَكِنِ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ لَا تُعْجِزُونَ اللَّهَ تَعَالَى، فَلَا تَحْسَبُوا أَنَّكُمْ أَمِنْتُمْ إِلَى النِّهَايَةِ وَلِذَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=2وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ [ ص: 3224 ] عَنْ أَنْ يَنَالَكُمْ عَذَابُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَاطْمَئِنُّوا فَقَطْ فِي أَرْبَعَةِ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ، وَقَدْ بَيَّنَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَ أَنَّهَا ذُو الْقِعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ، وَتِلْكَ الثَّلَاثَةُ الْأُولَى أَشْهُرُ الْحَجِّ وَالذَّهَابِ إِلَيْهِ وَالْأَوْبَةِ مِنْهُ، وَرَجَبٌ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى الْآخَرِ وَشَعْبَانَ شَهْرُ عُمْرَةٍ، فَإِذَا كَانَ اللَّهُ تَرَكَكُمْ تَسِيحُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَسْتُمْ بِمُعْجِزِي اللَّهِ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=2وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ أَيْ مَنْزِلٌ بِهِمُ الْخِزْيَ بِإِنْزَالِ الْهَزِيمَةِ بِهِمْ، وَإِضْعَافِ شَوْكَتِهِمْ، وَذَهَابِ تَطَاوُلِهِمْ وَسَيْطَرَتِهِمْ عَلَى الْبِلَادِ الْعَرَبِيَّةِ.
وَإِنَّهُ لِكَيْ تَتَجَلَّى هَذِهِ الْآيَاتُ نَقْتَبِسُ كَلِمَةً مِنَ الصِّحَاحِ، وَالسُّورَةُ تُبَيِّنُ نُزُولَ هَذِهِ الْآيَاتِ وَمَوَاقِيتَ نُزُولِهَا.
فَتَحَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
مَكَّةَ سَنَةَ ثَمَانٍ، وَأَنَابَ عَنْهُ فِي الْحَجِّ هَذَا الْعَامَ عَتَّابَ بْنَ أُسَيْدٍ، وَفِي سَنَةَ تِسْعٍ امْتَنَعَ عَنْ أَنْ يَحُجَّ بِنَفْسِهِ؛ لِأَنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا يَحُجُّونَ، وَكَانَتْ
قُرَيْشٌ يَحُجُّونَ عَرَايَا، فَلَمْ يُرِدْ أَنَّ يَرَاهُمْ كَذَلِكَ فِي الْحَجِّ، وَأَنَابَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ عَنْهُ فِي الْحَجِّ هَذَا الْعَامَ، وَقَدْ نَزَلَتْ سُورَةُ بَرَاءَةَ فِي شَهْرِ شَوَّالٍ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا أَنْ يُبَلِّغَهُمْ أَرْبَعِينَ آيَةً مِنْ أَوَّلِهَا، وَقِيلَ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ، فَأَتْبَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا بِهَا، فَلَمَّا دَنَا عَلِيٌّ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ رَاكِبٌ الْعَضْبَاءَ نَاقَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَمِعَ رُغَاءَهَا فَوَقَفَ وَقَالَ: هَذِهِ نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا لَحِقَ بِهِ عَلِيٌّ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ : أَمِيرٌ أَمْ مَأْمُورٌ، قَالَ عَلِيٌّ: بَلْ مَأْمُورٌ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ الْيَوْمُ الثَّامِنُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ خَطَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ ، وَحَدَّثَهُمْ عَنْ مَنَاسِكِهِمْ، وَقَامَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ: إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ إِلَيْكُمْ، فَقَالُوا: بِمَاذَا، فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ ثَلَاثِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ آيَةً.
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ ثَلَاثَ عَشْرَةَ آيَةً، ثُمَّ قَالَ: أُمِرْتُ بِأَرْبَعٍ: أَلَّا يَقْرَبَ الْبَيْتَ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ، وَلَا يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا كُلُّ نَفْسٍ مُؤْمِنَةٍ، وَأَنْ يُتَمَّمَ إِلَى كُلِّ ذِي عَهْدِ عَهْدَهُ.
[ ص: 3225 ] عِنْدَئِذٍ قَالَ مَنْ حَضَرَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ: يَا
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ ، أَبْلِغِ ابْنَ عَمِّكَ أَنَّا قَدْ نَبَذْنَا الْعَهْدَ وَرَاءَ ظُهُورِنَا، وَأَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ عَهْدٌ إِلَّا طَعْنٌ بِالرِّمَاحِ وَضَرْبٌ بِالسُّيُوفِ.
وَإِنَّ هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمُ ابْتَدَأُوا بِنَبْذِ الْعَهْدِ، وَأَنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ عِنْدَمَا بَرَّأَنَا مِنَ الْعَهْدِ كَانُوا هُمُ الْمُبْتَدِئِينَ بِالنَّبْذِ، فَكَانَتِ الْبَرَاءَةُ مِنْ عُهُودِهِمْ مُجَاوَبَةً لَهُمْ فِي نَبْذِهَا، وَأَبَاحَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ سِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=3وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ