الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ ص: 381 ] وسئل nindex.php?page=treesubj&link=19898_18268_18269أيما أولى معالجة ما يكره الله من قلبك مثل .
الحسد والحقد والغل والكبر والرياء والسمعة ورؤية الأعمال وقسوة القلب .
وغير ذلك .
مما يختص بالقلب من درنه وخبثه ؟ أو الاشتغال بالأعمال الظاهرة : من الصلاة والصيام وأنواع القربات : من النوافل والمنذورات مع وجود تلك الأمور في قلبه ؟ أفتونا مأجورين .
فأجاب - رحمه الله الحمد لله - من ذلك ما هو عليه واجب : وأن للأوجب فضلا وزيادة .
كما قال تعالى فيما يرويه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم { nindex.php?page=hadith&LINKID=34296ما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه } .
ثم قال { nindex.php?page=hadith&LINKID=34296ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه } nindex.php?page=treesubj&link=19891_29559والأعمال الظاهرة لا تكون صالحة مقبولة إلا بتوسط عمل القلب فإن القلب ملك والأعضاء جنوده .
فإذا خبث الملك خبثت جنوده ; ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم { nindex.php?page=hadith&LINKID=70117ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله } وكذلك أعمال القلب لا بد أن تؤثر في عمل الجسد وإذا كان المقدم هو الأوجب [ سواء ] سمي [ ص: 382 ] باطنا أو ظاهرا فقد يكون ما يسمى باطنا أوجب مثل nindex.php?page=treesubj&link=18739ترك الحسد والكبر فإنه أوجب عليه من نوافل الصيام وقد يكون مما سمي ظاهرا أفضل : مثل قيام الليل فإنه أفضل من مجرد ترك بعض الخواطر التي تخطر في القلب من جنس الغبطة ونحوها وكل واحد من عمل الباطن والظاهر يعين الآخر والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وتورث الخشوع ونحو ذلك من الآثار العظيمة : هي أفضل الأعمال والصدقة والله أعلم .