الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فكأنه قيل: فما لهم يقيمون بيننا والمبغض لا يعاشر من يبغضه؟ فقيل: لأنهم لا يجدون ما يحميهم منكم لو يجدون ملجأ أي: شيئا يلجؤون إليه من حصن أو جبل أو قوم يمنعونهم منكم أو مغارات في الجبال تسعهم، جمع مغارة - مفعلة من غار في الشيء - إذا دخل فيه، والغور: ما انخفض من الأرض.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كانت الغيران - وهي النقوب في الجبال - واسعة والوصول إليها سهلا، قال: أو مدخلا أي: مكانا يدخلونه بغاية العسر والصعوبة لضيقه أو لمانع في طريقه أو قوما يداخلونهم وإن كانوا يكرهونهم - بما أرشد إليه التشديد: لولوا إليه أي: لاشتدوا في التوجه إليه متولين مرتدين عنكم على أعقابهم وهم يجمحون أي: حالهم حال الدابة التي كانت مسرعة في طواعية راكبها فإذا هي قد نكصت على عقبها ثم أخذت في غير قصده بغاية الإسراع ونهاية الرغبة والداعية لا يردها بئر تقع فيه ولا مهلكة ولا شيء.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية