الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة : في معنى تسميتها صدقة : وذلك مأخوذ من الصدق في مساواة الفعل للقول ، والاعتقاد ، حسبما تقدم في الآية قبلها .

                                                                                                                                                                                                              وبناء " صدق " يرجع إلى تحقيق شيء بشيء وعضده به ، ومنه صداق المرأة ; أي تحقيق الحل وتصديقه بإيجاب المال والنكاح على وجه مشروع .

                                                                                                                                                                                                              ويختلف في ذلك كله بتصريف الفعل ، يقال : صدق في القول صداقا وتصديقا ، وتصدقت بالمال تصدقا ، وأصدقت المرأة إصداقا .

                                                                                                                                                                                                              وأرادوا باختلاف الفعل الدلالة على المعنى المختص به في الكل .

                                                                                                                                                                                                              ومشابهة الصدق هاهنا للصدقة أن من أيقن من دينه أن البعث حق ، وأن الدار الآخرة هي المصير ، وأن هذه الدار الدانية قنطرة إلى الأخرى ، وباب إلى السوأى أو الحسنى عمل لها ، وقدم ما يجده فيها ; فإن شك فيها أو تكاسل عنها وآثر عليها بخل بماله ، واستعد لآماله ، وغفل عن مآله .

                                                                                                                                                                                                              وفي كتب الذكر تحقيق ذلك .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية