رابعة العدوية
البصرية الزاهدة ، العابدة الخاشعة ، أم عمرو ، رابعة بنت إسماعيل ، ولاؤها للعتكيين . ولها سيرة في جزء
nindex.php?page=showalam&ids=11890لابن الجوزي .
قال
خالد بن خداش : سمعت
رابعة صالحا المري يذكر الدنيا في قصصه ، فنادته : يا
صالح ، من أحب شيئا أكثر من ذكره .
وقال
محمد بن الحسين البرجلاني : حدثنا
بشر بن صالح العتكي ، قال : استأذن ناس على
رابعة ومعهم
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، فتذاكروا عندها
[ ص: 242 ] ساعة ، وذكروا شيئا من الدنيا ، فلما قاموا قالت لخادمتها : إذا جاء هذا الشيخ وأصحابه ، فلا تأذني لهم ، فإني رأيتهم يحبون الدنيا .
وعن
أبي يسار مسمع ، قال : أتيت
رابعة ، فقالت : جئتني وأنا أطبخ أرزا ، فآثرت حديثك على طبيخ الأرز ، فرجعت إلى القدر وقد طبخت .
ابن أبي الدنيا : حدثنا
محمد بن الحسين ، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16537عبيس بن ميمون العطار ، حدثتني
عبدة بنت أبي شوال ، وكانت تخدم
nindex.php?page=showalam&ids=15879رابعة العدوية ، قالت : كانت
رابعة تصلي الليل كله ، فإذا طلع الفجر ، هجعت هجعة حتى يسفر الفجر ، فكنت أسمعها تقول : يا نفس كم تنامين ، وإلى كم تقومين ، يوشك أن تنامي نومة لا تقومين منها إلا ليوم النشور .
قال
جعفر بن سليمان : دخلت مع
الثوري على
رابعة ، فقال
سفيان : واحزناه ، فقالت : لا تكذب ، قل : واقلة حزناه .
وعن
حماد ، قال : دخلت أنا
nindex.php?page=showalam&ids=16012وسلام بن أبي مطيع على
رابعة ، فأخذ سلام في ذكر الدنيا ، فقالت : إنما يذكر شيء هو شيء ، أما شيء ليس بشيء فلا .
nindex.php?page=showalam&ids=16131شيبان بن فروخ : حدثنا
رياح القيسي قال : كنت اختلفت إلى شميط أنا
ورابعة ، فقالت مرة : تعال يا غلام ، وأخذت بيدي ، ودعت الله ، فإذا جرة خضراء مملوءة عسلا أبيض ، فقالت : كل ، فهذا والله لم تحوه بطون النحل . ففزعت من ذلك ، وقمنا وتركناه .
قال
أبو سعيد بن الأعرابي : أما
رابعة ، فقد حمل الناس عنها حكمة كثيرة ، وحكى عنها
سفيان وشعبة وغيرهما ما يدل على بطلان ما قيل عنها ، وقد تمثلته بهذا :
[ ص: 243 ] ولقد جعلتك في الفؤاد محدثي وأبحت جسمي من أراد جلوسي
فنسبها بعضهم إلى الحلول بنصف البيت ، وإلى الإباحة بتمامه .
قلت : فهذا غلو وجهل ، ولعل من نسبها إلى ذلك مباحي حلولي ليحتج بها على كفره كاحتجاجهم بخبر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880525كنت سمعه الذي يسمع به .
قيل : عاشت ثمانين سنة . توفيت سنة ثمانين ومائة
رَابِعَةُ الْعَدَوِيَّةُ
الْبَصْرِيَّةُ الزَّاهِدَةُ ، الْعَابِدَةُ الْخَاشِعَةُ ، أُمُّ عَمْرٍو ، رَابِعَةُ بِنْتُ إِسْمَاعِيلَ ، وَلَاؤُهَا لِلْعَتَكِيِّينَ . وَلَهَا سِيرَةٌ فِي جُزْءٍ
nindex.php?page=showalam&ids=11890لِابْنِ الْجَوْزِيِّ .
قَالَ
خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ : سَمِعَتْ
رَابِعَةُ صَالِحًا الْمُرِّيِّ يَذْكُرُ الدُّنْيَا فِي قَصَصِهِ ، فَنَادَتْهُ : يَا
صَالِحُ ، مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِهِ .
وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلَانِيُّ : حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ صَالِحٍ الْعَتَكِيُّ ، قَالَ : اسْتَأْذَنَ نَاسٌ عَلَى
رَابِعَةَ وَمَعَهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، فَتَذَاكَرُوا عِنْدَهَا
[ ص: 242 ] سَاعَةً ، وَذَكَرُوا شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا ، فَلَمَّا قَامُوا قَالَتْ لِخَادِمَتِهَا : إِذَا جَاءَ هَذَا الشَّيْخُ وَأَصْحَابُهُ ، فَلَا تَأْذَنِي لَهُمْ ، فَإِنِّي رَأَيْتُهُمْ يُحِبُّونَ الدُّنْيَا .
وَعَنْ
أَبِي يَسَارٍ مِسْمَعٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ
رَابِعَةَ ، فَقَالَتْ : جِئْتَنِي وَأَنَا أَطْبُخُ أُرْزًا ، فَآثَرْتُ حَدِيثَكَ عَلَى طَبِيخِ الْأُرْزِ ، فَرَجَعَتْ إِلَى الْقِدْرِ وَقَدْ طُبِخَتْ .
ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=16537عُبَيْسُ بْنُ مَيْمُونٍ الْعَطَّارُ ، حَدَّثَتْنِي
عَبْدَةُ بِنْتُ أَبِي شَوَّالٍ ، وَكَانَتْ تَخْدُمُ
nindex.php?page=showalam&ids=15879رَابِعَةَ الْعَدَوِيَّةَ ، قَالَتْ : كَانَتْ
رَابِعَةُ تَصِلِي اللَّيْلَ كُلَّهُ ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرَ ، هَجَعَتْ هَجْعَةً حَتَّى يُسْفِرَ الْفَجْرُ ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهَا تَقُولُ : يَا نَفْسُ كَمْ تَنَامِينَ ، وَإِلَى كَمْ تَقُومِينَ ، يُوشِكُ أَنْ تَنَامِي نَوْمَةً لَا تَقُومِينَ مِنْهَا إِلَّا لِيَوْمِ النُّشُورِ .
قَالَ
جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ : دَخَلْتُ مَعَ
الثَّوْرِيِّ عَلَى
رَابِعَةَ ، فَقَالَ
سُفْيَانُ : وَاحُزْنَاهُ ، فَقَالَتْ : لَا تَكْذِبُ ، قُلْ : وَاقِلَّةَ حُزْنَاهُ .
وَعَنْ
حَمَّادٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16012وَسَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ عَلَى
رَابِعَةَ ، فَأَخَذَ سَلَّامٌ فِي ذِكْرِ الدُّنْيَا ، فَقَالَتْ : إِنَّمَا يُذْكَرُ شَيْءٌ هُوَ شَيْءٌ ، أَمَّا شَيْءٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ فَلَا .
nindex.php?page=showalam&ids=16131شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ : حَدَّثَنَا
رِيَاحٌ الْقَيْسِيُّ قَالَ : كُنْتُ اخْتَلَفْتُ إِلَى شُمَيْطٍ أَنَا
وَرَابِعَةُ ، فَقَالَتْ مَرَّةً : تَعَالَ يَا غُلَامُ ، وَأَخَذَتْ بِيَدِي ، وَدَعَتِ اللَّهَ ، فَإِذَا جَرَّةٌ خَضْرَاءُ مَمْلُوءَةٌ عَسَلًا أَبْيَضَ ، فَقَالَتْ : كَلْ ، فَهَذَا وَاللَّهِ لَمْ تَحْوِهِ بُطُونُ النَّحْلِ . فَفَزِعْتُ مِنْ ذَلِكَ ، وَقُمْنَا وَتَرَكْنَاهُ .
قَالَ
أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ : أَمَّا
رَابِعَةُ ، فَقَدْ حَمَلَ النَّاسُ عَنْهَا حِكْمَةً كَثِيرَةً ، وَحَكَى عَنْهَا
سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَغَيْرُهُمَا مَا يَدُلُّ عَلَى بُطْلَانِ مَا قِيلَ عَنْهَا ، وَقَدْ تَمَثَّلَتْهُ بِهَذَا :
[ ص: 243 ] وَلَقَدْ جَعَلْتُكَ فِي الْفُؤَادِ مُحَدِّثِي وَأَبَحْتُ جِسْمِي مَنْ أَرَادَ جُلُوسِي
فَنَسَبَهَا بَعْضُهُمْ إِلَى الْحُلُولِ بِنِصْفِ الْبَيْتِ ، وَإِلَى الْإِبَاحَةِ بِتَمَامِهِ .
قُلْتُ : فَهَذَا غُلُوٌّ وَجَهْلٌ ، وَلَعَلَّ مَنْ نَسَبَهَا إِلَى ذَلِكَ مُبَاحِيٌّ حُلُولِيٌّ لِيَحْتَجَّ بِهَا عَلَى كُفْرِهِ كَاحْتِجَاجِهِمْ بِخَبَرِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880525كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ .
قِيلَ : عَاشَتْ ثَمَانِينَ سَنَةً . تُوُفِّيَتْ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةً