الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " ويقول الذين كفروا " فيهم قولان :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما : أنهم اليهود والنصارى . والثاني : كفار قريش . " قل كفى بالله شهيدا " أي : شاهدا " بيني وبينكم " بما أظهر من الآيات ، وأبان من الدلالات على نبوتي .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " ومن عنده علم الكتاب " فيه سبعة أقوال :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها : أنهم علماء اليهود والنصارى ، رواه العوفي عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني : أنه عبد الله بن سلام ، قاله الحسن ، ومجاهد ، وعكرمة ، وابن زيد ، وابن السائب ، ومقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث : أنهم قوم من أهل الكتاب ، كانوا يشهدون بالحق ، منهم عبد الله بن سلام ، وسلمان الفارسي ، وتميم الداري ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 342 ] والرابع : أنه جبريل عليه السلام ، قاله سعيد بن جبير .

                                                                                                                                                                                                                                      والخامس : أنه علي بن أبي طالب ، قاله ابن الحنفية .

                                                                                                                                                                                                                                      والسادس : أنه بنيامين ، قاله شمر .

                                                                                                                                                                                                                                      والسابع : أنه الله تعالى ، روي عن الحسن ، ومجاهد ، واختاره الزجاج واحتج له بقراءة من قرأ : " ومن عنده علم الكتاب " وهي قراءة ابن السميفع ، وابن أبي عبلة ، ومجاهد ، وأبي حيوة . ورواية ابن أبي سريج عن الكسائي : " ومن " بكسر الميم " عنده " بكسر الدال " علم " بضم الميم وكسر اللام وفتح الميم . " الكتاب " بالرفع . وقرأ الحسن " ومن " بكسر الميم " عنده " بكسر الدال " علم " بكسر العين وضم الميم " الكتاب " مضاف ، كأنه قال : أنزل من علم الله عز وجل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية