[ ص: 75 ] الباب السادس
في الكلام على الحركات والحروف
مقدمة: إنما سمي كل واحد من التسعة والعشرين حرفا - حرفا على اختلاف ألفاظها لأنه طرف للكلمة في أولها وفي آخرها، وطرف كل شيء حرفه من أوله وآخره، ولذلك كان أقل عدد أصول حروف الأسماء والأفعال ثلاثة: طرفان ووسط. وكذلك الحروف العوامل سميت حروفا لأنها وصلة بين الاسم والفعل، فهي طرف لكل واحد منهما، آخر الأول وأول الآخر، وطرفا الشيء: حداه من أوله وآخره، ومنه قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=114 {وأقم الصلاة طرفي النهار} [هود: 114] أي: أوله وآخره.
[ ص: 75 ] اَلْبَابُ اَلسَّادِسُ
فِي اَلْكَلَامِ عَلَى اَلْحَرَكَاتِ وَالْحُرُوفِ
مُقَدِّمَةٌ: إِنَّمَا سُمِّيَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ اَلتِّسْعَةِ وَالْعِشْرِينَ حَرْفًا - حَرْفًا عَلَى اِخْتِلَافِ أَلْفَاظِهَا لِأَنَّهُ طَرَفٌ لِلْكَلِمَةِ فِي أَوَّلِهَا وَفِي آخِرِهَا، وَطَرَفُ كُلِّ شَيْءٍ حَرْفُهُ مِنْ أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ، وَلِذَلِكَ كَانَ أَقَلَّ عَدَدِ أُصُولِ حُرُوفِ اَلْأَسْمَاءِ وَالْأَفْعَالِ ثَلَاثَةٌ: طَرَفَانِ وَوَسَطٌ. وَكَذَلِكَ اَلْحُرُوفُ اَلْعَوَامِلُ سُمِّيَتْ حُرُوفًا لِأَنَّهَا وُصْلَةٌ بَيْنَ اَلِاسْمِ وَالْفِعْلِ، فَهِيَ طَرَفٌ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، آخِرُ اَلْأَوَّلِ وَأَوَّلُ اَلْآخِرِ، وَطَرَفَا اَلشَّيْءِ: حَدَّاهُ مِنْ أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=114 {وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفَيِ اَلنَّهَارِ} [هُودٍ: 114] أَيْ: أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ.