nindex.php?page=treesubj&link=28981_28902_30454_32028nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=43ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=43ومنهم من ينظر إليك ويعاين دلائل نبوتك الواضحة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=43أفأنت أي: أعقيب ذلك أنت تهديهم، وإنما قيل:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=43تهدي العمي تربية لإنكار هدايتهم وإبرازا لوقوعها في معرض الاستحالة وقد أكد ذلك، حيث قيل:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=43ولو كانوا لا يبصرون أي: ولو انضم إلى عدم البصر عدم البصيرة، فإن المقصود من الإبصار الاعتبار والاستبصار، والعمدة في ذلك هي البصيرة ولذلك يحدس الأعمى المستبصر ويتفطن لما لا يدركه البصير الأحمق، فحيث اجتمع فيهم الحمق والعمى فقد انسد عليهم باب الهدى، وجواب (لو) في الجملتين محذوف؛ لدلالة قوله تعالى: "تسمع الصم "، و" تهدي العمي "عليه وكل منهما معطوفة على
[ ص: 149 ] جملة مقدرة مقابلة لها في الفحوى، كلتاهما في موضع الحال من مفعول الفعل السابق، أي: أفأنت تسمع الصم لو كانوا يعقلون ولو كانوا لا يعقلون، أفأنت تهدي العمي لو كانوا يبصرون ولو كانوا لا يبصرون، أي: على كل حال مفروض، وقد حذفت الأولى في الباب حذفا مطردا لدلالة الثانية عليها دلالة واضحة، فإن الشيء إذا تحقق عند تحقق المانع أو المانع القوي فلأن يتحقق عند عدمه أو عند تحقق المانع الضعيف أولى، وعلى هذه النكتة يدور ما في "لو" و"إن" الوصليتين من التأكيد، وقد مر الكلام في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=32ولو كره الكافرون ونظائره مرارا.
nindex.php?page=treesubj&link=28981_28902_30454_32028nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=43وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لا يُبْصِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=43وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ وَيُعَايِنُ دَلَائِلَ نُبُوَّتِكَ الْوَاضِحَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=43أَفَأَنْتَ أَيْ: أَعَقِيبَ ذَلِكَ أَنْتَ تَهْدِيهِمْ، وَإِنَّمَا قِيلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=43تَهْدِي الْعُمْيَ تَرْبِيَةً لِإِنْكَارِ هِدَايَتِهِمْ وَإِبْرَازًا لِوُقُوعِهَا فِي مَعْرِضِ الِاسْتِحَالَةِ وَقَدْ أُكِّدَ ذَلِكَ، حَيْثُ قِيلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=43وَلَوْ كَانُوا لا يُبْصِرُونَ أَيْ: وَلَوِ انْضَمَّ إِلَى عَدَمِ الْبَصَرِ عَدَمُ الْبَصِيرَةِ، فَإِنَّ الْمَقْصُودَ مِنَ الْإِبْصَارِ الِاعْتِبَارُ وَالِاسْتِبْصَارُ، وَالْعُمْدَةُ فِي ذَلِكَ هِيَ الْبَصِيرَةُ وَلِذَلِكَ يَحْدُسُ الْأَعْمَى الْمُسْتَبْصِرُ وَيَتَفَطَّنُ لِمَا لَا يُدْرِكُهُ الْبَصِيرُ الْأَحْمَقُ، فَحَيْثُ اجْتَمَعَ فِيهِمُ الْحُمْقُ وَالْعَمَى فَقَدِ انْسَدَّ عَلَيْهِمْ بَابُ الْهُدَى، وَجَوَابُ (لَوْ) فِي الْجُمْلَتَيْنِ مَحْذُوفٌ؛ لِدَلَالَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى: "تُسْمِعُ الصُّمّ "، وَ" تَهْدِي الْعُمْيَ "عَلَيْهِ وَكُلٌّ مِنْهُمَا مَعْطُوفَةٌ عَلَى
[ ص: 149 ] جُمْلَةٍ مُقَدَّرَةٍ مُقَابِلَةٍ لَهَا فِي الْفَحْوَى، كِلْتَاهُمَا فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنْ مَفْعُولِ الْفِعْلِ السَّابِقِ، أَيْ: أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ لَوْ كَانُوا يَعْقِلُونَ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ، أَفَأَنْتِ تَهْدِي الْعُمْيَ لَوْ كَانُوا يُبْصِرُونَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ، أَيْ: عَلَى كُلِّ حَالٍ مَفْرُوضٍ، وَقَدْ حُذِفَتِ الْأُولَى فِي الْبَابِ حَذْفًا مُطَّرِدًا لِدَلَالَةِ الثَّانِيَةِ عَلَيْهَا دَلَالَةً وَاضِحَةً، فَإِنَّ الشَّيْءَ إِذَا تَحَقَّقَ عِنْدَ تَحَقُّقِ الْمَانِعِ أَوِ الْمَانِعِ الْقَوِيِّ فَلِأَنْ يَتَحَقَّقَ عِنْدَ عَدَمِهِ أَوْ عِنْدَ تَحَقُّقِ الْمَانِعِ الضَّعِيفِ أَوْلَى، وَعَلَى هَذِهِ النُّكْتَةِ يَدُورُ مَا فِي "لَوْ" وَ"إِنِ" الْوَصْلِيَّتَيْنِ مِنَ التَّأْكِيدِ، وَقَدْ مَرَّ الْكَلَامُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=32وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ وَنَظَائِرِهِ مِرَارًا.