الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 372 ] وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " وأنذر الناس " أي : خوفهم " يوم يأتيهم العذاب " يعني به : يوم القيامة ; وإنما خصه بذكر العذاب ، وإن كان فيه ثواب ، لأن الكلام خرج مخرج التهديد للعصاة . قال ابن عباس : يريد بالناس هاهنا : أهل مكة .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " فيقول الذين ظلموا " أي : أشركوا " ربنا أخرنا إلى أجل قريب " أي : أمهلنا مدة يسيرة . وقال مقاتل : سألوا الرجوع إلى الدنيا ، لأن الخروج من الدنيا قريب . " نجب دعوتك " يعني : التوحيد ، فيقال لهم : " أولم تكونوا أقسمتم من قبل " أي : حلفتم في الدنيا أنكم لا تبعثون ولا تنتقلون من الدنيا إلى الآخرة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية