الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
والذي يتلخص من الأحاديث الواردة في nindex.php?page=treesubj&link=30447صفة الحوض : أنه حوض عظيم ، ومورد كريم ، يمد من شراب الجنة ، من نهر الكوثر ، الذي هو أشد بياضا من اللبن ، وأبرد من الثلج ، وأحلى من العسل ، وأطيب [ ص: 281 ] ريحا من المسك ، وهو في غاية الاتساع ، عرضه وطوله سواء ، كل زاوية من زواياه مسيرة شهر . وفي بعض الأحاديث : أنه كلما شرب منه وهو في زيادة واتساع ، وأنه ينبت في حال من المسك والرضراض من اللؤلؤ قضبان الذهب ، ويثمر ألوان الجواهر ، فسبحان الخالق الذي لا يعجزه شيء . وقد ورد في أحاديث : إن لكل نبي حوضا ، وإن حوض نبينا صلى الله عليه وسلم أعظمها وأحلاها وأكثرها واردا . جعلنا الله منهم بفضله وكرمه .
قال العلامة أبو عبد الله القرطبي رحمه الله تعالى في [ ص: 282 ] ( ( التذكرة ) ) : واختلف في nindex.php?page=treesubj&link=28770_28769الميزان والحوض : أيهما يكون قبل الآخر ؟ فقيل : الميزان ، وقيل : الحوض . قال nindex.php?page=showalam&ids=14933أبو الحسن القابسي : والصحيح أن الحوض قبل . قال القرطبي : والمعنى يقتضيه ، فإن الناس يخرجون عطاشا من قبورهم ، كما تقدم فيقدم قبل الميزان والصراط . قال nindex.php?page=showalam&ids=14847أبو حامد الغزالي رحمه الله ، في كتاب ( ( كشف علم الآخرة ) ) : حكى بعض السلف من أهل التصنيف ، أن nindex.php?page=treesubj&link=28769الحوض يورد بعد الصراط ، وهو غلط من قائله . قال القرطبي : هو كما قال ، ثم قال القرطبي : ولا يخطر ببالك أنه في هذه الأرض ، بل في الأرض المبدلة ، أرض بيضاء كالفضة ، لم يسفك فيها دم ، ولم يظلم على ظهرها أحد قط ، تظهر لنزول الجبار جل جلاله لفصل القضاء . انتهى .
فقاتل الله المنكرين لوجود الحوض ، وأخلق بهم أن يحال بينهم وبين وروده يوم العطش الأكبر .